مشهد غريب داخل الصراع السوري.. الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في الخليج يدعمون الجماعات الإرهابية، ووسائل الإعلام الأمريكية تتجاهل الإشارة إلى الدور البارز الذي يلعبه تنظيم القاعدة في السعي للإطاحة بالحكومة السورية العلمانية والرئيس بشار الأسد. الصحافة الأمريكية تقول الكثير حول تنظيم داعش لكنها لا تذكر شيئا عن تنظيم القاعدة، رغم أن القاعدة وداعش انشقا منذ سنوات، والدور المركزي لتنظيم القاعدة في قيادة ما يسمى بالمتمردين المعتدلين في حلب وأماكن أخرى واقع غير معلن في الحرب السورية، حتى المناظرات الرئاسية الأمريكية بين دوناد ترامب، وهيلاري كلينتون، يتركز النقاش فيها حول داعش وليس القاعدة. تنظيم القاعدة هو أداة الانتقام الأمريكية في حروبها بمنطقة الشرق الأوسط، وتحول لأداة قتل ضد الأمريكيين منذ 15 عاما من خلال هجمات 11 سبتمبر، والآن يلعب دورا رئيسيا في الحرب السورية. على سبيل المثال، تتعامل وسائل الإعلام الغربية، مع الصراع السوري في مدينة حلب بين الجيش السوري والمتمردين على أنه، في المقام الأول، همجية من الحكومة السورية وحليفتها روسيا، وتصوره على أنه قصف للمدنيين بلا رحمة، كما تصور حلب باعتبارها "عالم ديزني" المليء بالأطفال الأبرياء وأسرهم السلمية، ومن يقتلهم فقط هو الأسد وبوتين. وأشار مقال لتشارلز ليستر، وهو زميل بارز ومتخصص في الشأن السوريي بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، إلى أن الغالبية العظمى من الفصائل المتمردة تتلقى الدعم من الولاياتالمتحدة، وأن عمليات القصف الكبيرة ضد الحكومة السورية تهدف إلى جعل القاعدة في الصفوف الأمامية من المعركة، كما أنها تتلقى الأسلحة من المخابرات الأمريكية بما فيها الصواريخ المضادة للدبابات. وأوضح أنه بجانب الأسلحة التي يحصل عليها المتمردون من الولاياتالمتحدة، يتلقى الإرهابيون الكثير من الأسلحة من دول المنطقة مثل تركيا وقطر والسعودية، بما في ذلك نظم قاذفة متعددة الصواريخ، وصواريخ جراد ذات النطاقات الطويلة. بعبارة أخرى، فإن حكومة الولاياتالمتحدة وحلفاءها يهربون أسلحة متطورة إلى سوريا لتسليح المتمردين الذين يعملون على دعم الهجوم العسكري الجديد لتنظيم القاعدة ضد الجيش السوري في حلب، وهنا: ما هو السبب المنطقي الذي يجعل الولاياتالمتحدة حليفة لتنظيم القاعدة؟. تتبع الولاياتالمتحدة سياسة المعايير المزدوجة تجاه الأوضاع في سوريا، حيث تتهم الحكومة السورية بقصف المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، وبأنهم يدفعون المدنيين للخروج من المناطق الحضرية، أما حين يتعلق الأمر بالقاعدة فتطبق واشنطن سياسة السرد المعاكس ولا تتهم الجماعات الإرهابية. على مدى السنوات القليلة الماضية، رأى الحلفاء الإقليميون للولايات المتحدة مثل إسرائيل والسعودية أن القاعدة أداة فظة يمكنها سحق إيران، وفي عام 2013 قال السفير الإسرائيلي لدى الولاياتالمتحدة، مايكل أورين، إن إسرائيل تساند المتطرفين في سوريا ضد الأسد. جلوبال ريسيرش