دون مقدمات، أصدرت بعض السفارات الأجنبية في القاهرة بيانات تحذيرية لرعاياها في مصر بتوخي الحذر خلال الأيام القادمة بدأ من غدا الأحد، خشية وقوع أحداث عنف أو أعمال إرهابية. وحذرت سفارات أمريكا وكندا وبريطانيا في القاهرة رعاياها في مصر، وطالبتهم بتوخي الحيطة والابتعاد عن التجمعات والأماكن العامة في محيط القاهرة يوم الأحد 9 أكتوبر نتيجة "تهديدات أمنية محتملة". وقالت السفارة الأمريكية في رسالة إلى رعاياها: "ينبغي أن يكون المواطنون الأمريكيون على علم بمحيطهم، وأن يتخذوا احتياطات أمنية جيدة في جميع الأوقات". في الوقت نفسه، قالت السفارة الكندية في القاهرة فى موقعها على الإنترنت، إنه يتعين الأخذ بشكل جدي تحذير السفارة الأمريكية لرعاياها بعدم التواجد في الأماكن العامة يوم 9 اكتوبر في محيط القاهرة. وأضافت أن الموقف في مصر لا يمكن التنبوء به، وأوردت بعضا من التواريخ حذرت فيها مواطنيها من التواجد خلالها في الأماكن العامة، ومن ضمنها الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير. أثارت هذه التحذيرات انزعاج وزارة الخارجية، وقال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية في بيان، إن السفارة الأمريكية أبلغت نظيرتها المصرية أنه لا توجد تهديدات أمنية محددة متوقعة في التاسع من أكتوبر الجاري، وأن تلك التحذيرات جاءت في سياق روتيني احترازي تقوم به السفارة. وأعلنت الخارجية المصرية علي لسان متحدثها الرسمي، عن الانزعاج من البيان التحذيري الصادر عن السفارة الأمريكيةبالقاهرة، وأكد أبو زيد، أن السفارة لم تنسق مع الوزارة ولم تخطر أية جهة مصرية رسمية أخرى بأسباب إصدار هذا البيان أو طبيعة التهديدات الأمنية المشار إليها، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول أسباب إصدار البيان بهذا الأسلوب. وكشف أبو زيد عن اتصال وزارة الخارجية المباشر بالسفارة الأمريكيةبالقاهرة عقب صدور البيان للاستفسار عن أسبابه، حيث نفت السفارة وجود أية أسباب محددة أو تهديدات أمنية معينة وراء إصدار البيان، وإنما هو إجراء روتيني احترازي يتم القيام به خلال فترات العطلات الممتدة التي تزداد فيها تجمعات المواطنين فى الأماكن العامة، الأمر الذي يقتضى إصدار مثل تلك التوجيهات الاحترازية. وقد استنكرت وزارة الخارجية خلال الاتصال إصدار مثل تلك البيانات غير المبررة التي يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية، لاسيما ما قد ينتج عنها من أضرار اقتصادية. من جانبه، تقدم النائب محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، بطلب إحاطة لوزيري الخارجية والداخلية حول بيانات سفارات أمريكا وكندا وبريطانيا التحذيرية، وطالب بضرورة استدعاء سفراء هذه الدول للاستيضاح عن سبب تحذير رعاياها، لما قد تسببه هذه التحذيرات من بلبلة وزعزعة للأمن، ونشر الرعب والذعر في نفوس المواطنين دون إبداء أسباب واضحة. كما طالب السادات وزير الداخلية بالإفصاح عن التهديدات والمخاطر التي تهدد أمن واستقرار المواطنين، والإجراءات التأمينية الواجب اتخاذها لحماية حياتهم إذا استدعى الأمر لذلك. وقال الخبير الأمني العميد خالد عكاشة، إن الولاياتالمتحدة أصدرت خلال الفترة الماضية أكثر من 8 بيانات تحذيرية لرعاياها في عدد من الدول كان من بينها فرنسا قبل وبعد الأحداث الإرهابية التي وقعت في فرنسا خلال الأسابيع الماضية، ووصل الأمر إلى منع سفر المواطنين الأمريكيين إلى فرنسا، وأضاف أن الوضع مختلف بالنسبة لمصر، فالسفارة الأمريكية أكدت أن البيان تحذيري روتيني، مشيرا إلي أن سبب إصدار 3 سفارات لنفس البيان هو أن هناك تعاونا أمنيا بين أمريكا وكندا وبريطانيا، وهي الدول التي أصدرت بيانات تحذيرية لرعاياها. وعن وجود معلومات لدى تلك السفارات عن عمليات إرهابية محتملة، قال عكاشة، إن أغلب تلك الدول تفضل الاحتفاظ بالمعلومات وعدم إعلانها والاكتفاء فقط بتحذير رعاياها للأماكن التي من الممكن أن تحدث فيها أعمال إرهابية أو تشهد أحداث عنف، مؤكدا أنه لم يسبق وأن تم تبادل معلومات من قبل بين سفارات هذه الدول وبين الأجهزة الأمنية المصرية.