مأساة حقيقية يعيشها شباب مدن وقرى محافظة سوهاج بسبب نقص مراكز الشباب، وعدم جاهزيتها لممارسة الأنشطة المختلفة بسبب الإهمال وغياب المسؤولين، حتى تحولت إلى مجرد أسماء خالية من مسماها الحقيقي. الملاعب الحديثة المتواجدة في بعض مراكز الشباب وهي قليلة تؤجر للشباب في الساعة الواحدة ب50 جنيها ليلا و35 نهارا، والمكتبات، إن وجدت، فقيرة للغاية وليس بها سوى بعض القصص الكرتونية والمجلات القديمة ومجلات صور حيوانات للأطفال تراكمت عليها أكوام التراب، والنشاط الثقافي والديني، في قليل من المراكز، يقتصر على شهر رمضان فقط، أما الأنشطة الرياضية ف"حبر على ورق". انتخابات مجالس إدارات مراكز الشباب بسوهاج هي للمقربين فقط من أعضاء الجمعية العمومية الذين يضطر أغلبهم لغض الطرف عن كل فساد مقابل بضعة جنيهات أو تجديد العضوية أو رحلة داخلية بالمحافظة. غالبية مراكز الشباب بمحافظة سوهاج اقتصر نشاطها على كرة القدم فقط دون غيرها من الأنشطة الرياضية، كما تخلو من أي أجهزة للتدريب كتلك التي تتواجد في صالات "الجيم"، والتي انتشرت بشكل مفرط في سوهاج. عدم جاهزية المراكز مع تعطش الشباب لممارسة الرياضة فتح المجال لانتشار ملاعب الكرة الخاصة بشكل ملفت للنظر، حيث يقوم بعض أغنياء القرية بتبوير مساحة من الأرض وتجهيزها بالنجيلة الصناعية وتزويدها بكشافات إنارة قوية لممارسة رياضة كرة القدم بها بمقابل مادي يتم احتسابه بالساعة. قال ياسين عبد الرحمن، من أبناء قرية بناويط، إن مجلس إدارة مركز شباب "مباني عنيبس" يرفض دخول أعضاء جدد في الجمعية العمومية لضمان انتخاب رئيس مجلس الإدارة فيما بين الأعضاء القدامى، وأضاف أن المركز اسم فقط عبارة عن مساحة أرض ترابية وليس به أي نشاطات رياضية أو ثقافية أو دينية. وأوضح مصدر بإدارة الشباب والرياضة بالمراغة، رفض ذكر اسمه، أن غالبية مراكز الشباب تقوم بتسوية الأنشطة والدورات والمسابقات المختلفة على الورق فقط، معللاً ذلك بعدم توافر الإمكانيات في بعض النوادي. من جانبه، قال كمال أبو ضيف، وكيل وزارة الشباب والرياضة بسوهاج، إن مراكز الشباب في مختلف والمراكز والقرى تعمل في إطار ما هو متاح لديها من إمكانيات، مطالبا من يقول إن مراكز الشباب تمارس الأنشطة وتسوي المسابقات والدورات علي الورق فقط بالتقدم بشكوى رسمية حتى يمكن التحقيق ومعرفة المقصر والمخالف ومحاسبته. وعن مخالفات مركز شباب بناويط بالمراغة قال أبو ضيف، إنها محل التحقيق من قبل مديرية الشباب والرياضة، وإنه تم إعطاء مهلة مدتها 30 يوما لمجلس إدارة المركز لإزالة المخالفات القائمة وإلا تم حل المجلس وتشكيل آخر بدلا منه، لافتا إلى أن هناك مسابقات ثقافية واجتماعية تحتاج لعدد قليل من الشباب، لذا يتهم بعض الشباب القائمين على المراكز بتسوية الأنشطة على الورق فقط.