* نيويورك تايمز: بداية فوضوية لأول برلمان منتخب في مصر.. ولم يعد حزب واحد يسيطر على السياسات المصرية * جارديان: النواب وقفوا دقيقة حدادا على أرواح الشهداء.. ثم ظهر الانشقاق * بلومبرج: برلمان بسيطرة إخوانية بين أسلاك شائكة وقوات الأمن ... والمتظاهرون في التحرير يقودون الثورة ضد العسكر كتب- أحمد شهاب الدين: نشر موقع بلومبرج أمس تقريرا عن أول برلمان مصري بعد الثورة، ولفتت في بداية التقرير إلى التناقض المثير في مجلس يسيطر عليه أغلبية برلمانية إخوانية بينما كان في العام الماضي يسيطر عليه الحزب الوطني، حزب الحرية والعدالة حاز على 235 مقعد من أصل 498 مقعد انتخابي أو 47 في المائة من مجمل المقاعد. ويقول شادي حامد مدير أبحاث مركز بروكنجز القطري أنه “لم يعد يسيطر على السياسات المصرية حزب واحد”، ويذكر الموقع أنه وبعد مرور سبعة أسابيع من التصويت لم تخف حدة التوتر بين النشطاء الذين أسقطوا مبارك والمجلس العسكري الذي أخذ السلطة منه. ويقول التقرير أنه من أولى مهام البرلمان اختيار اللجنة التي ستكتب الدستور، وهي من أهم القضايا المثيرة للخلاف بين البرلمان والمجلس العسكري، ويشير حامد إلى توترات بين الجانبين تنشأ ببطء “أحيانا يكون هناك اتفاق، وأحيانا يكون نزاع، ولكن بعد مرور خمسة أشهر من المهم أن نصل إلى مساومة بشأن عدد من القضايا المهمة” وذكر موقع بلومبرج أن المتظاهرين قالوا أن طريقة النظام الانتخابي والوقت المحدد للتصويت كان منحازا للإخوان المسلمين. وأضاف أنه قبل الجلسة الافتتاحية للبرلمان، تم إعادة طلاء الأسوار وأعمدة الكهرباء في الشارع المؤدي لمبنى البرلمان في وسط القاهرة، وانتشرت قوات الأمن حاملين دروع مكافحة الشغب وأقيمت حواجز من الأسلاك الشائكة، بينما ظل المتظاهرين يقظين بالقرب من ميدان التحرير يقودون الثورة ضد القادة الذين يحكمون البلاد . ومن جانبها، نشرت صحيفة “جارديان” البريطانية في صفحتها الأولى تقريرا عن الجلسة الأولى للبرلمان المصري تحت عنوان “دقيقة صمت ثم بدأ الانشقاق” يقول الكاتب: “وقفوا دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء الذين حولوا الحلم التاريخي إلى حقيقة ، ثم بدأوا واحدا إثر الآخر بالرد على نداء أسمائهم وتعهدوا بخدمة الشعب ، ثم بدأ الانشقاق ” وذكرت الصحيفة أن أول الذين خرجوا على النص النائب السلفي ممدوح إسماعيل ، الذي أتبع قسمه بخدمة الشعب ومراعاة مصالحه بعبارة ” فيما لايخالف شرع الله ” ثم تلاه آخرون . وذكرت الصحيفة أن مجموعة من المتظاهرين اقتربوا من بوابة البرلمان وهتف أحدهم ” يسقط يسقط حكم العسكر ” ونقل التقرير التباين في ردود أفعال المصريين إزاء البرلمان الجديد ، فالبعض يرى أنه ثمرة للثورة وآخرون يرون في تركيبته دليلا على هزيمته . أما صحيفة نيويورك تايمز فآثرت أن يكون تقريرها عن البرلمان تحت عنوان ” بداية فوضوية لأول برلمان مصري منتخب ” اعتبرت الصحيفة النصر الذي حققته جماعة الإخوان في عدد المقاعد البرلمانية يتجسد في تحويلها من جماعة محظورة معارضة إلى مؤسسة سياسية ، وذكرت الصحيفة أن الفوضى التي بدأ بها البرلمان خفف كثيرا من حدة ذلك اليوم الذي بدأ بإثارة أعضاء الإخوان أجواء من الابتهاج أمام البرلمان ، حيث وصل المئات منهم منذ الصباح الباكر ، بتعاليم من قياداتهم ليحتفلوا بالنواب الجدد وليقف ضد أي عنف محتمل ،وكما نقلت عن العضو الإخواني المهندس محسن عيد 44 سنة قوله ” كل واحد لديه دور يقوم به ” واتفقت صحيفة نيويورك تايمز مع الجارديان البريطانية على هذا الانقسام بين المصريين في نظرتهم للبرلمان ، فمنذ الصباح الباكر حتى بعد الظهر كانت الشوارع حول البرلمان يتجمع فيها الرجال والنساء يرقصون وينشدون الأغاني الدينية والوطنية، وشبهت الصحيفة طريقة الاحتفال بتلك التي تجرى أثناء انتصار الفريق القومي في مباريات كرة القدم وعندما دخل أعضاء البرلمان بكى الرجال والنساء من الفرحة . وبعد الظهر – تقول الصحيفة – احتشد عدة آلاف في الشوارع التي شهدت مصادمات بين قوات الأمن والمحتجين الذين رفضوا الحكم العسكري، عاد هؤلاء ليؤكدوا مطالبتهم الحكام العسكريين بتسليم السلطة فورا.