"فوضوية وصاخبة" هكذا وصفت صحف أجنبية الجلسة الأولى للبرلمان المصري، الذي مازال يخطو خطواته التنفيذية الأولى، بعدما تحول من مجرد مؤسسة شكلية فى ظل حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، إلى المؤسسة الديمقراطية الشرعية الوحيدة فى البلاد حاليًا. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين تلقت درسًا فى الديمقراطية حين حدث خلاف حول اختيار رئيس البرلمان وتحول الوضع إلى مباراة فى "الصراخ". واعتبرت الصحيفة أن فوز الدكتور محمد سعد الكتاتنى، أمين عام حزب العدالة والحرية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، برئاسة أول مجلس شعب مصرى بعد ثورة 25 يناير، "علامة فارقة" فى مسيرة التحول التى تشهدها الجماعة، من جماعة محظورة لمدة 80 عامًا خاضها الإخوان في ظل الحكم الاستبدادي والسلطوي، إلى هيكل سياسى حصد ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان خلال أول انتخابات تشريعية "نزيهة" تشهدها البلاد منذ سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك، لتكتسب بذلك قوة سياسية وآمالاً بشأن نيل الشرعية. ووصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أولى جلسات برلمان الثورة بأنها "صلاة جمعة فى أحد المساجد"، حيث سيطرت اللحى والمصاحف على قاعة البرلمان، وهو مشهد لم يكن معهودًا فى البرلمانات السابقة. و قالت مجلة "فورين بوليسى" أن هذا البرلمان يمثل نهاية لأول مرحلة من مراحل تحول مصر إلى الديمقراطية، إلا أنه يبدأ عمله دون صلاحيات واضحة المعالم أو المسؤوليات، وسط بيئة ممزقة. ورأت مجلة "نيوزويك" أن البرلمان المصرى، الذى ظل مجرد برلمان شكلى فى ظل حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، أصبح الآن المؤسسة الديمقراطية الشرعية الوحيدة فى البلاد، كما أنه يواجه توقعات كبيرة للغاية من قبل المصريين بالقضاء على الفساد وانتهاكات الشرطة وإصلاح الاقتصاد المصرى المتعثر وكتبت صحيفة "جارديان" البريطانية إن نواب المجلس الجدد وقفوا دقيقة صمت حدادًا على أرواح الشهداء، الذين حولوا هذا الحلم التاريخى إلى حقيقة، ثم بدأوا واحدًا إثر الآخر فى الرد على نداء أسمائهم وتعهدوا بخدمة الشعب، ثم بدأ التصدع.