"الدنيا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلا ممثلون على هذا المسرح".. هكذا قال وليم شكسبير، أبو المسرح الحديث، فن المسرح هو أبو الفنون، وهو انعكاس لكل شيء فى الحياة اليومية، للحب والكره والسعادة والحزن والفرحة والألم، منذ بداية ظهور المسرح الروماني والإغريقي وحتى وصل إلى العالم العربي مر بالعديد من النجاحات والانكسارات أيضا.. وللمسرح أنواع وأشكال مختلفة أسهم كل نوع فى خلق جمهور خاص به. المسرح الاحتفالي يعد الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، المؤسس الأول للمسرح الاحتفالي في المغرب والوطن العربي بصفة عامة، يقوم هذا النوع من المسرح على استحضار الموروث والشخصيات التراثية وإحيائها ويتقابل معها في العصر الذى نعيشه، مثل "مسرحية عنترة في المرايا المكسرة، مسرحية امرؤ القيس فى باريس، مسرحية ابن الرومي في مدن الصفيح". كما يعتمد هذا النوع على عفوية اللقاء والحوار والمشاركة بالحركة والرقص والغناء بين الممثلين ويلغي الحدود بين الجمهور، المسرح الاحتفالي هو الحياة بعينها، من خلال تمثيلها وإعادة ترتيبها من جديد بجمالية عالية من أجل خلق عوالم تجعلنا نعيد التفكير مرة أخرى وطرح الأسئلة حول علاقاتنا داخل المجتمع. المسرح التراجيدي يصور السقوط المفاجئ للبطل أو البطلة، وغالباً تكون الأسباب مزيجا من الثقة الزائدة للبطل في ذاته، أو الأقدار أو الإرادة الإلهية، فقوة البطل في المسرح التراجيدي تطمع في الحصول على بعض الأهداف (تحقيق مكانه داخل المجتمع، التسلق إلى منصب معين، وغيرها..) التي حتما ستصطدم بالحدود المتاحة، وهذا ما يسبب انهيار البطل وليس بالضرورة أن تنتهي حياة البطل في القصة بالوفاة، إذ ربما تحدث تغيرات في حياته الاجتماعية. يقول أرسطو، عن البطل في المسرح التراجيدي: "يجب أن يكون لديه نقص أو عيب ما ويقوم بارتكاب خطأ، لا يجب أن يموت البطل في نهاية القصة ولكن يجب أن يحدث له تغير جذري في الحظ أو الثروة مثلاَ، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يتعرف البطل في النهاية على شيء أو تكشف له بعض الألغاز أو الأقدار والإرادة الإلهية"، كما يعرف أرسطو هذه المرحلة التى يمر بها البطل ب"التغيير من الجهل إلى المعرفة بسند وثيق من الحب أو الكراهية". المسرح الذهني هو مسرح مقروء وليس قابلا للأداء على خشبة المسرح؛ لأنه من السهل أن نتصوره وتتأمله لكن يصعب أداؤه أمام الجمهور على خشبة المسرح، ويعد الكاتب توفيق الحكيم، صاحب هذا التيار الجديد الذى أدخله على المسرح؛ فكل مسرحياته من السهل تخيلها لكن من الصعب أداؤها. المسرح الكوميدي.. الدراما السوداء المسرح الكوميدي هو عمل درامي خفيف ضاحك يخفف على الجمهور معاناته بهدف إدخال البهجة والفرحة عليه، من خلال مقاطع مضحكة أو مشاهد حاملة لنبرة ساخرة، ويحتوي دائماً على قرارات سعيدة نتيجة الصراعات فى القصة. أما الدراما السوداء فهى على عكس المسرحية الكوميديا؛ تقوم على السخرية سواء كانت سخرية القدر أو سخرية البشر، مثل قصة فيلم أو مسلسل تلفزيوني تتسم بمشاعر مبالغ فيها، وصراعات متداخلة بين الشخصيات على اختلافها (رئيسية – ثانوية – عابرة). المسرح التجريبي هو مدرسة مختلفة فى المسرح بعيدة كل البعد عن النمط التقليدي والمعهود على مشاهدته على خشبة المسرح، فهو يقوم على الجرأة في تناول الموضوعات سواء كانت قضايا دينية أو فكرية أو سياسية، فهو بذلك يتجاوز ما هو مطروح من الأشكال المختلفة للمسرحية من حيث الشكل أو الرؤية لكي يقدم لنا فكرة متقدمة عما هو موجود بالفعل. المسرح الموسيقي هي مسرحية يختلط فيها الحوار بالغناء، فتجد أن المسرحية تعتمد على عدد كبير من الأغاني وحوار بسيط، ويطلق عليها المسرحيات "الاستعراضية"، وينشق من المسرح الموسيقي "المسرح الغنائي الدرامي" أو ما يسمي ب"الأوبرا" وهو فن التمثيل الغنائي الذي يجمع بين التمثيل والغناء والموسيقى والأزياء وأحياناً الباليه والرقص، ومسرح الأوبرالي أنوع (الأوبرا الجادة – الأوبرا الكبرى – الأوبرا الهزلية). هناك خلط بين الأوبرا والأوبريت، و"الأوبريت" هو نوع من أنواع المسرح الموسيقي منبثق عن الأوبرا الفرنسية ولكنه يختلف عن حيث يقدم الأوبريت أغاني وليس ألحانا كما فى الأوبرا، فهو حوار كلامي بدلاً من الألحان والهدف منه الترفية والسخرية من بعض المواقف ولا يقصد إثارة العواطف. مسرح العرائس مسرح العرائس "الدمى" أو مسرح خيال الظل تكون شخصياته كرتونية، وتكون تلك العرائس هي أبطال العروض المسرحية، والشخصية الإنسانية لا تظهر على هذا المسرح لكنها الأساس في كل شيء في تحريك العرائس وكتابة النص والإخراج ويسمى ب"محرك الدمى"، وتتعدد الأدوار التي تلعبها العرائس سواء كانت تعكس دور إنسان أو نبات أو حيوان. هذا الفن أو النوع المسرحي موجه للأطفال للترفيهية في المقام الأول وأيضا كوسيلة تعليمية ولإكسابه سلوكيات إيجابية بطريقة بسيطة، وهناك أنواع متعددة من مسرح العرائس (عرائس الأراجوز – عرائس التي تتحرك بالخيوط – العرائس التي تتحرك بالعصا – عرائس السينما – عرائس خيال الظل). مسرح العبث.. اللامعقول تختلف مدرسة مسرح العبث عن غيرها من المسارح، فهو يتجاهل الأعراف المسرحية ويشدد على غياب العقلانية ويجعل انعزال الإنسان ووحدته واغترابه عناصر محورية فى الصراع، وتجد أن الشخصيات التي تقدم على مسرح العبث مختلفة فتجدهم يغيرون من جنسهم وسنهم، ولا يوجد نص درامي محدد لهذا النوع. انبثقت عن هذه المدارس العديد من الأشكال والفنون المسرحية المختلفة، فهناك ما يسمي ب"مسرح الجرن" وهي تجربة فنية أطلقتها الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2006، ويهدف هذا المشروع إلى التنمية الثقافية والفنية فى الريف، وأطلقت عليها "الجران" دلالة شعبية وريفية، وانطلقت في 5 قوى "قرية بلاط الوادي الجديد، وقرية كوم الحاصل بالبحيرة، وقرية الشواشنة بالفيوم، وقرية الضبعية بالإسماعيلية، وقرية ديرة بالدقهلية". كما ظهر أيضا ما يسمى ب"مسرح الشارع" هو أداء مسرحي يعرض فى الشوارع والأماكن العامة في الهواء الطلق دون مسرح وغير موجه لجمهور محدد، هو يشبه كثيرا فى ارتجاله كلا من "الأراجوز – خيال الظل – الحكواتي" هذه الفن التراثية القديمة، ولا يمكن أن نغفل "المسرح المدرسي" والذي يعد بمثابة مسرح احترافي للأطفال في مرحلة عمرية معينة وأفرزت هذه التجربة العديد من الفنانين الذين حققوا شهرة كبيرة في مجال المسرح. ومن أنواع الفنوان المسرحية التي تنتشر في الوقت الحالي، "مونودراما" هو فن من الفنون الدرامية ويعد أحد أشكال المسرح التجريبي، هي المسرحية التي يمثل فيها ممثل واحد، يقوم بدور واحد أو يتقمص عدة أدوار مختلفة، ويتصف هذا النوع من المسرحيات بالتكثيف، ويتصف ممثلها بالقدرة والبراعة لملء فراغات المسرحية، بأدائه العالي و المتقن. أما عن "ميلودراما" فهي نوع من المسرحيات يعمد إلى تكثيف العاطفة والمبالغة في إبراز الانفعال، ويحكي عن أفعال مثيرة تهدف إلى تعليق الأنفاس، وكانت الميلودراما قديما "مسرحيات رومانسية" تؤدى مع الموسيقى والغناء والرقص، ولكنها تطورت في القرن الثامن عشر إلى عروض ذات حبكات محكمة مسرفة في بساطتها ومغرقة فيما يحدث من مصادفات ولمسات من العاطفية المفرطة والنهايات السعيدة.