خطر داهم يتعرض له أبناء محافظة سوهاج، بعد طرح ملح السياحات المخصص للأغراض الصناعية بأسواق المحافظة، خاصة مركز طما والقرى المحيطة به، باعتباره ملح يود مصرحًا باستخدامه من وزارتي التموين والصحة، وهو ما يعد غشا تجاريا واستهانة بصحة المواطنين، في غياب تام لكافة المسؤولين والجهات الرقابية بالمحافظة. وطبقاً للقانون رقم 10 لسنة 1966 فإن ملح السياحات غير صالح للاستهلاك الآدمي وغير مطابق للمواصفات القياسية 273 لسنة 2005؛ لتغيره في الخواص الطبيعية واحتوائه على شوائب وأتربة قابلة للذوبان في الماء فوق الحد المسموح به، كما تنخفض به نسبة كلوريد الصوديوم، ويسبب تناوله عددا من الأمراض التي تصيب الكلى والكبد. والسياحة التي يستخرج منها هذا النوع من الملح عبارة عن منخفض طبيعي أو صناعي تتجمع فيه المياه المالحة عشوائيا أيا كان مصدر هذه المياه المختلطة بمياه الصرف الصناعي أو الزراعي أو مياه جوفية بما تحويه من مخلفات وملوثات بيئية وعناصر ثقيلة. وبسبب انعدام رقابة مديريتي التموين والصحة بسوهاج على المنشآت التي تعمل في مجال الأغذية؛ فإن هذا النوع من الملح يتم استخدامه في شركات ومصانع عديدة؛ لزيادة الأرباح على حساب صلاحية المنتج للاستهلاك الآدمي، مثل مصانع المخللات وتمليح الأسماك. ويعبئ التجار ملح السياحات دون تكريره وفلترته من الشوائب والأتربة والمواد الضارة في أجولة وأكياس مقلدة للشركات المعروفة، ويروجها الباعة الجائلون بعرباتهم الكارو وبالتروسيكلات للمواطنين البسطاء في الأحياء الشعبية والقرى والنجوع، مستغلين عدم وعي سكان هذه المناطق بخطورة تناول هذه الأنواع من الملح، ومطمئنين لخلو هذه الأماكن من الرقابة والمتابعة. يقول زين عبد البصير، موظف من مركز طما، إن عربات الكارو تجوب قرى المركز محملة بالملح "السائب" غير المعبأ بسعر 50 قرشا للكيلو الواحد، ويقبل عليه الأهالي لرخص ثمنه. وقال موسى محمد، مزارع من طما، إن ملح السياحات موجود بكثرة في الأسواق الأسبوعية المنتشرة بالقرى والمدن، ولا يعلم المواطنون خطورته حتى المتعلمون منهم. من جانبه قال العميد محمد نصحي، مدير إدارة مباحث التموين بسوهاج، إن هناك حملات موسعة على المتاجرين بمثل هذه النوعية من الملح التي تضر بصحة المواطنين، مشيرا إلى أنه تم بالتنسيق مع إدارة مراقبة الأغذية بمديرية الصحة ضبط 71 طن ملح سياحات داخل مخازن أحد التجار بمركز طما، منذ عدة أيام. وطالب نصحي المواطنين بعدم التعامل مع باعة الملح الجائلين "السريحة" بالأسواق أو الشوارع؛ لعدم صلاحية الأنواع التي يبيعونها للاستهلاك الآدمي، والإبلاغ الفوري عنهم؛ حتى يتم ضبط كل متاجر في هذه النوعية من الملح أو أي سلعة من شأنها الإضرار بصحة الإنسان.