لقد مضي الزمن الذي كان فيه العيش والملح رمزا للوفاء بالعهد في سوهاج بعد ان أصبح الملح مشكوكا في صلاحيته للاستخدام الآدمي بسبب انتشار بيع ملح السياحات في الشوارع المستخدم في دباغة الجلود وهو ملح شديد السمية ولا يصلح للاستخدام سوي في الأغراض الصناعية فقط!! وبالرغم من صدور قرارات وزارية بحظر بيع وتداول ملح السياحات سائبا أو معبأ إلا للمنشآت الصناعية المستخدمة له كمادة أولية داخلة في عمليات التصنيع وحظر إضافته إلي الأغذية.. مازال هذا الملح وغيره من الملح المجهول المصدر ينتشر في أسواق محافظة سوهاج الأمر الذي يهدد صحة المواطنين!! يقول منصور عبدالرحمن( موظف) إن الملح الفاسد يباع علنا في جميع مدن وقري المحافظة ويقوم البعض بطحنه وتعبئته في أكياس صغيرة مكتوب عليها اسم شركات معروفة لصناعة الملح وهنا تكمن الخطورة بعد أن يصبح المواطن العادي عاجزا عن تمييز الملح الفاسد من الصالح للاستخدام الآدمي. وأضاف سعد مختار( مزارع) أن هذا الملح يستخدم في تصنيع المنتجات الغذائية مثل الجبن بشتي أنواعه ومنتجات الألبان, بالإضافة إلي الفسيخ والأسماك المملحة ويتساءل أين الرقابة التموينية في ظل عربات الكارو التي يقوم أصحابها ببيع الملح في القري وللأسف يشتريه المواطنون لرخص ثمنه. وقال أمين مرسي( تاجر) إن المراكز الشمالية بالمحافظة من أكثر المراكز التي ينتشر فيها بيع ملح السياحات المخصص لدباغة الجلود وطالب بضرورة تكثيف الحملات الرقابية والتموينية علي جميع المطاحن وملاحظة الباعة الجائلين حرصا علي سلامة المواطنين. من جانبه أكد الدكتور محمد عبدالعال وكيل وزارة الصحة بسوهاج أن الرقابة مستمرة بصفة دورية علي الأسواق والمحال للتأكد من صلاحية الملح المعروض للاستهلاك الآدمي ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المنشأة المخالفة كما يتم جمع كميات الملح مجهولة المصدر بالأسواق وإعدامها. وقال فتحي السمان مراقب عام الأغذية بإدارة مراقبة الأغذية بمديرية الصحة بسوهاج إنه تم إعدام750 كيلو ملح سياحات خلال الأشهر الأربعة الماضية بالإضافة إلي كميات الملح مجهولة المصدر حيث يتم أخذ عينات بصفة دورية وفحصها بمعرفة مفتشي الصحة وفي حالة مخالفتها وعدم مطابقتها للمواصفات يتم إعدامها وتحرير مخالفة لأصحابها.