كيف سيرى الغرب التدخل التركي في سوريا؟ حيث دخلت عشر دبابات تركية إلى الأراضي السورية؛ بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ولكن قلة قليلة في تركياوسوريا قد تصدق ذلك، لأن داعش كان متواجدًا في مدينة جرابلس لعدة أشهر، ولكن دخول الأكراد على طول الحدود التركية حيث تقع جرابلس أقلق السلطان أردوغان. مرة أخرى مع تقدم القوات التركية، يعتبر أردوغان وحدات حماية الشعب الكردي، والذي يعتقد أنها على اتصال مع حزب العمال الكردستاني، أكثر خطرًا من الإرهابيين، وبعبارة أخرى يدعو الرئيس التركي إلى محاربة داعش والرئيس السوري بشار الأسد والأكراد؛ لأنهم جميعًا أعداء تركيا. والآن هاجسه مع فتح الله جولن، الذي ألقى عليه اللوم في محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي، حذفه أردوغان من أهدافه، وأصبح الهدف الآن المعركة في سوريا. تتقدم وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا بشكل ملحوظ، وتستخدم الحرب ضد داعش؛ لمحاولة إقامة وطن صغير داخل سوريا على طول الحدود التركية، لكن لا يريد الأتراك الدولة الكردية الصغيرة على حدودهم، ولا يهتمون بسيطرة الأكراد أنفسهم على أراضٍ داخل سوريا، ومن المفترض أن الجيش الحر يكون ضمن القوات التركية التي دخلت إلى جرابلس، ولكن هذا لم يحدث؛ لأنه يهتم فقط بدخول دمشق، ولا يرغب في فقدان قوته العسكرية في معركة يديرها الأتراك. كل ما حدث سابقًا يعد أخبارًا سيئة لداعش، والآن بكل سخرية ستصبح المدينة الحدودية تحت القذائف التركية يوميًّا، حيث قضى "لورنس العرب" بعض أسعد شهوره في الحياة بقرقميش "جرابلس قديمًا"، يحفر في الصخر قبل الحرب العالمية الأولى، يحفر في الأطلال القديمة، وبدأ تأطير وجهة نظره وعنصريته تجاه العرب، وفي عمق الصحراء استطاع لورانس سرقة الرحمة والإنسانية من الأشخاص الذين يعيشون هناك. وقد كتب عن سروره في ألم العرب، كيف أصبحت الصحراء جبل جليد روحيًّا، يمكن الحفاظ عليه كما هو، دون تحسن على مر الأعوام، ربما كانت رؤية لورانس لداعش أقرب مما كنا نتصور، والآن سيتمكن الأتراك من اكتشاف ذلك بأنفسهم أثناء تدميرهم الجديد لمدينة جرابلس. الإندبندنت