لم تفق القارة الإفريقية من آثار مرض الإيبولا حتى انتشر تفشي الحمى الصفراء في وسط إفريقيا، لكن تفشي المرض في حد ذاته ليس أخطر من اختفاء مليون من اللقاحات في أنغولا. والسؤال الهام هو من المسؤول عن اختفاء تلك اللقاحات وتأخر الآلاف منها، حتى اضطر أهالي المصابين إلى الاعتماد على الإسعافات الأولية ككمادات الثلج ومضادات الالتهابات والتي لم تمنع العديد من المصابين أن يصبحوا في عداد المتوفين. وحين امتد وباء الحمى النزفية عبر الحدود بدأت القوى الدولية في الاهتمام بالأمر، وبدأت منظمة الصحة العالمية في التحرك للقضاء على المرض بعد أن تخلفت عدة أشهر عن مواجهة هذا المرض المنتشر في وسط إفريقيا. وقالت فوكس نيو:ز كما حدث عندما تفشى فيروس الإيبولا في غرب إفريقيا 2014 يحدث الآن مع تفشي مرض الحمى الصفراء، حيث تخبطت الاستجابة الدولية، وقوضت جهود وكالة الأممالمتحدة لوقف انتشار الحمى الصفراء بسبب سوء الإدارة المزمن وعدم الاهتمام بإفريقيا التي يعتبرونها من العالم الثالث المتخلف المتسبب في الأمراض . المشكلة الحقيقة التي تواجه وسط إفريقيا الآن أن اندلاع مرض الحمى الصفراء هذه المرة يعتبر الأسوأ من بين المرات التي حل بها المرض على مر العقود، حيث تخطى حدود الدولة الواحدة ووصل من أنجولا إلى الكونغو حتى وصل عدد لمشتبه بهم حاليا إلى ما مجموعه 5 آلاف حالة إصابة، وأكثر من 450 وفاة. المشكلة أيضاَ أن احتمالات انتشار المرض التي يتم تصديرها في أماكن أخرى لا تزال مرتفعة، حيث إن المرض ينتشر دون رادع إلى حد كبير في العاصمة الكونغولية كينشاسا، المدينة التي يقطنها أكثر من 10 مليون والتي يوجد بها العديد من الجنسيات الأخرى مما يشكل وصلات دولية قوية. المجتمع الدولي يقول إن خطورة هذا المرض أنه بعكس فيروس إيبولا لا يوجد له لقاح يستطيع مواجهته، وأن البعوض هو الناقل له مما صعب على الجهات المعنية تطوير اللقاح منذ الثلاثينيات، وبرغم أن منظمة الصحة العالمية أوفدت أكثر من 6 ملايين جرعة اللقاحات إلا أنها فشلت في محاولة وقف انتشار هذا المرض . أسباب فشل منظمة الصحة العالمية في القضاء على المرض هناك سلسلة من الأخطاء التي عثرت جهود مكافحة المرض ولكن برغم ذلك يمكن تفاديها، أولها أن منظمة الصحة العالمية ترسل اللقاحات دون الاهتمام بحقنها أو متابعة وصولها للمرضى . ومن الأسباب الغريبة التي تثير الشكوك هو ارسال منظمة الصحة العالمية للقاحات دون مواد تطعيم مما يجعلها غير مجدية وليس لها قيمة من الأساس . في الكونغو على سبيل المثال، الوضع مقلق للغاية حيث لم تتمكن منظمة الصحة العالمية من الاحتفاظ باللقاحات في درجة الحرارة المناسبة للحفاظ على فاعليتها من الأساس . في جنيف، اعترف كبير موظفي منظمة الصحة العالمية بات دروري أن استجابة المنظمة جاءت متأخرة وتخلفت وراء انتشار المرض لعدة أشهر، مما يؤكد تواطؤ منظمة الصحة العالمية وتركها للمرض ينتشر في البلاد عن عمد .