تسبب عدم تنفيذ الحكومة لخطتها خلال الأعوام الماضية بشأن بناء المدارس بنسبة 5% كما أعلنت، في حرمان نحو 250 طالبًا من الالتحاق بالتعليم الثانوي بمحافظة القاهرة؛ لعدم وجود أماكن لهم داخل مدارس التعليم الثانوي، الأمر الذي أجبر مديرية التعليم بالقاهرة على رفع تنسيق الثانوية 20 درجة عن العام الماضي. قرار المديرية أشعل حالة من الغضب بين الطلاب أولياء الأمور بالمحافظة، مما جعل الكثير منهم يلجأ إلى الوزارة لتقديم شكاو، بعد تضررهم وحرمان أبنائهم من الالتحاق بالمرحلة الثانوية، واتجه بعضهم لتحرير محاضر بالأقسام ضد المسؤولين عن التعليم بالمحافظة، وطالب أولياء الأمور في شكواهم باستمرار التنسيق على وضعه كما كان العام الماضي 205 درجات، كما يحدث بالمحافظات الأخرى ليتمكن أولادهم من الالتحاق بالثانوية. أزمة ارتفاع التنسيق كشفت عن عجز الحكومة وعدم التزامها بالخطة التي وضعتها لتوفير وبناء مدارس في الأعوام الماضية لتستوعب أعداد طلاب التعليم الثانوي، حيث وضع وزراء التعليم خلال الثلاث سنوات الماضية العديد من الخطط بعد موافقة الحكومة عليها، وكان من بينها خطة عام 2014 وحتى 2017 لإنشاء 5 آلالف و303 مدارس بإجمالي 116 ألفًا و500 فصل دراسي على مستوى المحافظات، إلَّا أن الخطط لم تكن لها أثر على أرض الواقع، وكانت النتيجة عدم وجود مقاعد للطلاب وحرمانهم من دخول الثانوية. كما أن المنح التي حصلت عليها الوزارة لبناء مدارس من عدة دول، من بينها منحتا الإمارات، المقدمة لوزارة التربية والتعليم في 2014، ويبلغ إجمالي قيمة الأولى 400 مليون جنيه لإنشاء ألف و668 فصلًا تعليميًّا، لتدخل الخدمة التعليمية بداية من العام الدراسي 2014 2015، والثانية بقيمة 290 مليون دولار منحة إماراتية لإنشاء 8 آلاف و500 فصل ل540 مدرسة، على أن تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع الهيئة العامة للأبنية التعليمية. ووضع ارتفاع التنسيق أولياء الأمور أمام بدائل، إحداها اللجوء إلى المدارس الخاصة ذات التعليم مدفوع الأجر، وذلك لمن يملكون دفع تكاليف هذه المدارس، أو اللجوء إلى مدارس الخدمات ذات التكاليف الأقل، كما قالت فاطمة خضر، مدير مديرية تعليم القاهرة، بأن هناك بدائل مطروحة للالتحاق بالثانوية العامة، وهي فصول الخدمات في بعض الإدارات، بحيث تقبل الالتحاق بالمرحلة الثانوية العامة بمجموع أقل 30 درجة من تنسيق القبول بالثانوية العامة، وهي لا تختلف عنها إلَّا في المواعيد، حيث إنها فترة مسائية ومصروفاتها قليلة، أي إنها ثانوية عامة عادية بمصروفات قليلة. وقال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق: ارتفاع الدرجات بالتنسيق يتغير كل عام وفقًا لمعدل النتيجة؛ لأن التنسيق يتم تحديده بناء على أعداد الاستعاب داخل مدارس الثانوية، وبالتالي ارتفاع نسبة النجاح 10% سيزيد الدرجات؛ لمحدودية مقاعد الطلاب بالثانوية. وأضاف أن ما حدث من مديرية القاهرة يعد شيئًا جيدًا؛ لأنها محاولة لعلاج مشكلة الكثافة، فقبول جميع الطلاب سيجعل الفصول متكدثة أكثر مما هي عليه، كما أنه سيعطي فرصة للتعليم الفني لقبول طلاب حاصلين على درجات مرتفعة وطلاب متفوقين، بما يخدم جودته أيضًا، على عكس ما يحدث غالبًا من التحاق الطلاب «الكسر» بالتعليم الفني كل عام. وأضاف نور الدين أن الأزمة توضح عدم التزام الحكومة بتنفيذ وعود إنشاء وبناء مدارس جديدة ولو بنسبة 5% من خطتها كما أعلنت، وهو ما يدل عليه الوضع الحالي من عدم وجود أماكن للطلاب، لذلك العدد الذي تقبله المدارس سنويًّا ثابت وغير قابل للزيادة، وهو ما يجعلنا نطالب بإنشاء مدارس ثانوية جديدة، خاصة مع الزيادة السكانية المستمرة كل عام، فبدلًا من الاحتياج إلى 50 سنحتاج إلى مائة، ولذلك مديرية تعليم القاهرة لديها العذر في رفع التنسيق، وأولياء الأمور والطلاب هم الضحية.