قررت مديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة تنسيق القبول بالثانوي العام ب230 درجة، وهو الأمر الذي أثار حالة من الغضب والسخط بين أولياء أمور الطلاب ضد مديرية التعليم، ومن ثمَّ ضد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. تفاصيل القرار وكواليسه مصادر مسؤولة ب"التعليم" كشفت ل"التحرير" أنَّ مسؤولي الوزارة يضربون كفًا على كف بعد أن صدر قرار تحديد درجات القبول بمدارس الثانوي العام بمحافظة القاهرة ب230 درجة هذا العام. وأضافت المصادر أنَّ أحد قيادات الوزارة اتصل هاتفيًّا بفاطمة خضر وكيل اول وزارة التربية والتعليم بمحافظة القاهرة؛ للاستفسار حول إصدار هذا القرار وكيفية صدوره، إلا أن "فاطمة" أصرت على تنفيذ القرار، حسب قول المصادر، وأنَّ هذا القرار اتُخذ قياسًا على نتائج المحافظة التي بلغت 75% وفقاً لكثافات الفصول واستيعاب المدارس. وذكرت المصادر: "تحديد 230 درجة للقبول بمدارس التعليم الثانوي جاء نتيجة لتشجيع فاطمة خضر للتعليم الخاص على حساب التعليم الحكومي، وهناك صفقات بين أصحاب المدارس الخاصة مع مديرية التربية والتعليم بالقاهرة". وأوضحت المصادر: "محافظة الجيزة رغم قلة المدارس وكثافات الفصول المتأججة بالطلاب والتي قد تصل إلى 120 طالبًا بالفصل الواحد نتيجة لكبر المحافظة، حددت مديرية التربية والتعليم بها درجات القبول بمدارس التعليم الثانوي ب200 درجة". وأكَّدت المصادر: "نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة بلغت 80% أي أنَّ نسبة النجاح هناك ترتفع 5% عن نسبة النجاح العامة بمحافظة القاهرة والتي تبلغ 75%، ورغم ذلك نجد أنَّ محافظة الجيزة أقل 30 درجة في الدرجات المحددة للقبول بالتعليم الثانوي هذا العام عن تنسيق محافظة القاهرة، وهو الأمر الذي سيضع وزارة التعليم في ورطة". كارثة قرار "تعليم القاهرة" أثار غضبًا بين أولياء الأمور، إذ قال محمد عبد الكريم، ولي أمر طالب، إنَّ تحديد 230 درجة للقبول بمدارس الثانوي العام "كارثة"، مشيرًا إلى أنَّ هذا الأمر سيضيع مستقبل الطلاب. وأضاف أنَّ "ابنه انتهى من المرحلة الإعدادية بمجموع 212 درجة ، وكان يضع أمله على أن يلتحق بالثانوية العامة، لكن بعد تحديد 230 درجة بات التحاقه بالثانوي العام "الحكومي" غير ممكن. وتابع: "أنا مش معايا فلوس أروح أقدمله في التعليم الخاص اللي بالآلاف"، معتبرًا أنَّ "التعليم" هذا العام قضى على أحلام الطلاب الذين كانوا يريدون الالتحاق بالثانوية العامة. تشجيع للتعليم الخاص وقالت بسمة محمود، من أولياء الأمور: "وزارة التعليم بتشجع التعليم الخاص على حساب الطلاب وأولياء الأمور اللي بيدفعوا الثمن". وأوضَّحت: "ابني حصل على 220 درجة في الشهادة الإعدادية، ورغم ذلك لا يمكنه الالتحاق بمدارس الثانوي العام، رغم أنَّ العام الماضي كانت مدارس التعليم الثانوي تأخذ من 206 درجة، ولكن ما حدث هذا العام يعد بمثابة الجنون"، متسائلةً: "ما مصير الطلاب الحاصلين على أكثر من 200 درجة.. الثانوي الصناعي الذي يخرج مجموعة من الطلاب ذوي أخلاق سيئة ولم يتعلموا شيئًا.. أهون عليا أقعد ابني في البيت ولا يلتحق بالتعليم الصناعي". ارحمونا يرحمكم الله وذكرت هويدا سعد، من أولياء الأمور، أنَّ ابنتها حاصلة في الشهادة الإعدادية على 250 درجة، وعندما ذهبت إلى إحدى المدارس بإدارة مصر القديمة للتقديم لابنتها، رفضت المدرسة استلام ملف ابنتها، بحجة أنَّهم يقبلون أولًا الطلاب الحاصلين على أعلى الدرجات أي أنَّهم يحصلون على ملفات الطلاب الحاصلين على الدرجات النهائية أولًا، ثمَّ يتدرجون في الدرجات ضاربين، بتنسيق القبول بالثانوي العام المحدد من قبل مديرية القاهرة التعليمية عرض الحائط. ووصفت "هويدا" تحديد درجات تنسيق القبول بمدارس الثانوي العام هذا العام ب230 درجة ب"الظلم البين" للطلاب الحاصلين على أكثر من 200 درجة، متابعةً: "هما المسؤولين بالتعليم عاوزين إيه؟.. الطلاب واولياء الأمور يطلعوا في مظاهرات عشان يحموا مستقبلهم من الضياع.. ارحمونا وارحموا عيالنا يرحمكم الله".