يوم دموي آخر عاشته فرنسا بالأمس، حيث قتل 84 شخصًا على الأقل وأصيب العشرات بينهم 18 في حالة حرجة عندما اقتحم شخص يقود شاحنة حشدًا مساء أمس الخميس في مدينة نيس جنوبفرنسا، حسبما أفادت وزارة الداخلية الفرنسية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية، بيير هنري برانت: «تم قتل الشخص الذي كان يقود الشاحنة، والتحقيقات ستكشف ما إذا كان قد نفذ الهجوم وحده أم لا»؟ هولاندا وتصريحاته العنصرية اللافت في هذا الهجوم الإرهابي، تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، التي كانت ذات طابع عنصري ضد الإسلام، حيث قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: إنه لا يمكن إنكار «الطابع الإرهابي» لعملية الدعس التي تمت في مدينة نيس جنوب البلاد، معتبرًا أن فرنسا كلها تقع تحت ما وصفه ب«تهديد الإرهاب الإسلامي». فربطه بين الإرهاب والإسلام، وتعميم صفة الإرهاب على الإسلام لتخويف الشعب الفرنسي به، أمر غير مقبول، وغير محسوب، خاصة أن فرنسا بالتحديد تعاني من مشكلات جمّة خارج نطاق الإرهاب الإسلامي على حد زعم هولاند. الهجوم وتحليل الصورة بتحليل الصورة قد تكون هناك أسباب أخرى وكثيرة يحاول الرئيس الفرنسي الالتفاف عليها، خاصة أنه جزء من هذه الصورة، فالهجوم وقع في مدنية نيس، التي تقع في جنوبفرنسا، وأداة الجريمة كانت عبارة عن شاحنة، كما أن التوقيت تزامن مع الاحتفال بعيد الاستقلال الفرنسي، ومع استبعاد الشبهة الإرهابية، وفقًا لتصريحات الداخلية الفرنسية، حيث قالت شبكة «بي إف إم تي في» الإخبارية نقلًا عن مصادر في الشرطة: إن المهاجم الفرنسي من أصول تونسية كان مطلوبًا للشرطة الفرنسية في جرائم سابقة لا تتصل بالإرهاب، بالإضافة إلى أن الهجوم لم يكن ذا طابع تفجيري كما هي الأساليب الانتحارية المعتادة لداعش وأخواتها، بالتالي يمكن التفكير ببدائل أخرى لينسب هذا العمل الإرهابي لها، كقانون العمل الفرنسي، فالقانون الذي أقره الرئيس الفرنسي، دون موافقة البرلمان الفرنسي أثار موجه عارمة من الاحتجاجات العمالية في فرنسا، وكان على رأس هؤلاء سائقو الشاحنات، حيث قطع سائقو الشاحنات الطرق في جميع أنحاء فرنسا للاحتجاج على ساعات عمل أطول في مشروع قانون العمل الجديد، وقال رئيس نقابة مرسيليا لوران كازانوفا وقتها: إن الهدف «هو شل حركة المرور ومنع الاقتصاد»، ورد هولاند بأنه لن يتخلى عن الإصلاح المتنازع عليه. وفي مدينة نيس أيضًا كان هناك حدث عنصري ضد الفرنسيين من أصول عربية، فقبل أن يخوض الفريق الفرنسي غمار البطولة الأوروبية لكرة أقدم، استبعد المدرب الفرنسي اللاعبين الفرنسيين من أصول عربية من المنتخب الرسمي الفرنسي، حيث رفض المدرب الفرنسي ديدييه ديشان، استدعاء اللاعب كريم بنزيمة من أصول جزائرية، والفرنسي التونسي الأصل حاتم بن عرفة الذي لعب لفريق «نيس» الفرنسي، وقتها قال مراقبون إن قرار عدم الاستدعاء وراؤه أصول اللاعبين العربية، في حين اعتبر أخرون أنّ إبعاد اللاعبين مؤشرًا ‘سلبيًّا في بلد بحاجة إلى الوئام والمصالحة بين كل أبنائه، وبحسب ملخص الدراسة الذي نشره سبوتنيك نيوز الروسي فان فرنسا تعتبر من أكبر الدول الأوروبية، من حيث عدد اللاجئين المسلمين الذين لا يجد شبابهم العمل فيعيشون في بطالة مهلكة، مما يجعلهم عناصر ملفتة لمروجي الإرهاب حول العالم واولهم داعش، وأوضحت الدراسة أن الطبيعة العلمانية لفرنسا وتشددها في مجال الأديان، ومنع الممارسات الدينية في المدارس والجامعات والأماكن العامة قد جعلت من هؤلاء متشددين بشكل أكبر، الأمر الذي يظهر أن فرنسا تمارس نوعًا من الاضطهاد العنصري ضد الأقليات الدينية والعرقية قد يكون سببًا وراء هذه الهجمات الإرهابية. الهجوم والجماعات المتطرفة حتى لو افترضنا أن منفذ العملية ينتمي إلى جماعات إرهابية محسوبة على التيار الإسلامي لكون اسم منفذ العملية محمد لحويج بوهلي، حسب وسائل إعلام فرنسية، فهنا نجد أن فرنسا دعمت هذه التنظيمات المتشددة، ففرنسا بالإضافة للولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا وأوكرانيا كانوا قد رفضوا من خلال مجلس الأمن الدولي طلبًا روسيًّا بإضافة جماعتي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» إلى قائمة الأممالمتحدة للجماعات الإرهابية واستبعادهما من عملية السلام السورية، حيث يتطلب إضافة اسمي الجماعتين الإرهابيتين لقائمة عقوبات الأممالمتحدة قرارًا بالإجماع من المجلس الذي يضم 15 دولة، وبعد أن أثارت الدول الأربع اعتراضاتها، جرى رفض الطلب الروسي. وإذا كانت السعودية مموله الإرهاب المحسوب على التيار الإسلامي، بحسب تقرير للعفو الدولية، بالإضافة لتوصية من لجنة برلمانية بريطانية، تطالب بها السعودية بوقف تمويل داعش، فإن باريس يجمعها علاقة فوق الطيبة مع المملكة السعودية اقتصاديًّا وسياسيًّا، لدرجة أن فرنسا وافقت السعودية في منعها لهبة سعودية عسكرية مقدره بثلاثة مليارات دولار كانت في طريقها للجيش اللبناني ليستخدمها في قتال الجماعات الإرهابية المسلحة؛ كجبهة النصرة وداعش الإرهابيتين في جرود عرسال وغيرها من المناطق اللبنانية، وتم تعطيل الهبة؛ لأن السعودية كانت مغتاظه من الحكومة اللبنانية في عدم ردها على حزب الله الذي وجه سهام الانتقاد إلى الرياض، وكانت باريس وقتها هي الطرف المانح للأسلحة الفرنسية الصنع في هذه الصفقة. كما أن فرنسا ماطلت كثيرًا في محاربة التنظيمات المتشددة في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية من خلال وجود هذه الجماعات، حيث إن فرنسا صرحت علنيًّا في كثير من المواقف وعلى لسان وزير خارجيتها السابق، لوران فابيوس، بأنها لا تنوي محاربة داعش، وقالت: إن محاربة داعش يجب أن تتم عبر تقوية المعارضة السورية وبطريقة لا تصب في مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله، الأمر الذي من شأنه أن يستغرق وقتًا طويلًا.