في مدينة رام الله، ومع اقتراب عيد الفطر، تمتلئ الشوارع بالمركبات وبالمارة الذين يتجولون في الأسواق والمحال التجارية كجزء من الطقوس والتقاليد التي اعتادت عليها المدينة، في شارع ركب وسط المدينة والذي يعتبر قلب رام الله، عدد من المحلات التجارية التي تبيع الأقمشة ومستلزمات العيد، وتكاد في ساعات الليل لا تستطيع أن تجد مكاناً لاصطفاف سيارتك، أو حتى المشي في هذا الشارع، إلا أنَّ هذا الطابع ينقل للناظر إحساساً بأنَّ ثمة أجواءٍ للعيد في هذه المدينة المكتظة بالزوار من السياح وأهل المدن الأخرى، إضافة إلى السكان الأصليين. السيد أبو إبراهيم صاحب محل لبيع الأقمشة وجدناه قد زيَّن محله بالأضواء والإنارة ابتهاجاً بالعيد، وفي حديثه للبديل، قال أبو ابراهيم: "أنا أشعر بالسعادة حين أشاهد هؤلاء الناس الذين يمرون من أمامي، حتى وإن لم يدخلوا إلى محلي أو لم يشتروا، إلا أن هذه الحركة هي دليل على وجود حياة وحيوية في المدينة". وتابع أبو ابراهيم: "أتمنى أن يكون عيداً سعيداً على كافة العرب والمسلمين، ودائماً ما تأتي الفرص لنحب بعضنا ونألف أنفسنا، إلا أنه علينا العمل كثيراً على إزالة التشققات فيما بيننا، وأن نتذكر أن الأشياء التي تجمعنا، هي أكثر بكثير من تلك التي تفرقنا وتفتت نسيجنا المجتمعي العربي". أما رامي (30 عاماً) وهو أحد المارين في الشارع، فأفاد للبديل: "أبعث بالتحية إلى كل الفلسطينيين في هذا العالم، وأحيي إخوتنا في غزة، ونتمنى أن ينفك الحصار الواقع على شعبنا أجمع وليس على قطاع غزة فحسب، فنحن جميعاً أمام مجموعة من الحواجز التي تعيق حياتنا وتعرقل مسيرنا وهذا أمر يتطلب منا أن نفكر في ما يمكن عمله من أجل مصلحة شعبنا، وأتمنى الخير للجميع". وفي السياق ذاته، أفادت منى شتية (24 عاماً): "العيد بالنسبة لي هو حدث جميل، ربما أنا كشخص ليس لديَّ شيء مميز أقوم به، إلا أنه فرصة لأن يفرح الأطفال وأن نشاهد الفرحة في عيونهم، كل عيد يكون مختلفاً وله نكهة خاصة بوجود اهلنا والاصدقاء من حولنا، ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا وخصوصاً في الآونة الأخيرة، إلا أنَّ هذه فرصة لنكون بجانب بعضنا وأهلنا. كأي مدينة فلسطينية أخرى، تستقبل رام الله عيد الفطر مع تمنياتٍ كثيرةٍ بأن تحتقن دماء الفلسطينيين في ظل الأزمة الراهنة في الضفة الغربيةالمحتلة، وأن تتوقف الصراعات التي غالباً ما يدفع ثمنها مواطنون فلسطينيون أبرياء.