كتاب مدرسي جديد لهذا الفصل الدراسي في المدارس المصرية، صدر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، يطالب التلاميذ المصريين بحفظ شروط وأحكام معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة عام 1979، ويوضح مزايا السلام لمصر وللدول العربية. يخص الكتاب الصف التاسع (الثالث الإعدادي)، وهو كتاب جغرافيا العالم العربي وتاريخ مصر الحديث. ويعد الكتاب جزءًا من التغير والمعالجة الخاصة باتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، والتي لم تتجلَّ في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلال الثلاثين عامًا فترة حكمه. وفي هذا السياق قال أوفير وينتر، زميل باحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، والذي قام بدراسة حول الكتاب "إنها البراعم الأولى للتنمية في المواقف التعليمية المصرية تجاه السلام". وأضاف "هذه ليست ثورة، ولكن التغير مثير للاهتمام، كما أن الاتجاه إيجابي، ولكن لا يزال هناك الكثير للاطلاع عليه". يقارن وينتر الكتاب الجديد بنفس الكتاب في عهد الرئيس مبارك في عام 2002، والخاص بالمدارس الثانوية، والذي وجد دعمًا أقوى وأكثر وضوحًا للسلام مع إسرائيل مما كان عليه في الماضي، وهناك تركيز على المزايا الاقتصادية للسلام، حيث يؤكد الكتاب تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإصلاح البنية التحتية للبلاد، في حين أن كتاب عام 2002 خصص 32 صفحة للحرب مع إسرائيل، وثلاثًا للسلام، وصفحة واحدة عن تاريخ الصراع، وأربع صفحات فقط عن السلام. كما تم إدراج صورة من توقيع معاهدة السلام في الكتاب الجديد موقعة من الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين، بجانب الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. ولكن هناك بعض المحتويات التي لم يتم تغييرها، خاصة في تاريخ الصراع، كما هو الحال في الكتب القديمة، التي وصفت المشروع الاستعماري الصهيوني لفلسطين، وتنظر لحروب 1956 و1967 على أنها نية إسرائيلية للتوسع من النيل إلى الفرات والسيطرة على العالم العربي بأسره. وهناك خريطة تظهر جميع المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية على أنها أرض محتلة. لكن العلاقات المباشرة مع إسرائيل لا تزال تثير الامتعاض داخل المجتمع المصري. ففي مارس صوَّت أكثر من ثلثي أعضاء البرلمان المصري للإطاحة بالنائب توفيق عكاشة، بعد أن استضاف السفير الإسرائيلي حاييم كورين، على مأدبة عشاء. ويعتقد وينتر أن تغيرات الكتاب تعكس الوعي المصري المتزايد بشأن السلام مع إسرائيل وكونها طرفًا استراتيجيًّا مهمًّا، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد، ومع ذلك لن تتحسن العلاقات المصرية الإسرائيلية رغم تغير الكتب المدرسية، طالما استمر الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. حذر وينتر من أن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي هناك تأثيرات بجانب الكتب المدرسية التي تشكل وجهة نظر الشباب، ومع ذلك وزارة الخارجية الإسرائيلية متحمسة للتغيرات. بين لينفيلد- ميديا لاين