ينجذب الأطفال في أي مكان في العالم لكل ما يمتعهم ويحبب لديهم حب التعلّم والإبداع، فالتعليم الأصم التقليدي صار روتينًا يضجر منه الأطفال وغيرهم، خصوصًا أن الأساليب المتبعة في عملية التدريس لا يطرأ عليها أي جديد منذ دخول الطلاب إلى المدرسة وحتى انتهائها. إلا أن معلمة فلسطينية من قطاع غزة ابتكرت هذه المرة طرقاً جديدة وإبداعية للتعليم، عن طريق إدخال أساليب حديثة في العملية التعليمية، كالدراما والرسم والفن بأشكاله المختلفة؛ لتحول فصلها الدراسي إلى مسرح يتمنى الجميع دخوله للتعلّم أولًا، أو حتى مشاهدة ما يحدث في الفصل. منال مطر، معلمة في مدرسة القاهرة الأساسية غرب مدينة غزة، حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب والتربية من جامعة عين شمس المصرية، وتعمل في مجال التعليم منذ خمسة عشر عامًا. دفع حب المعلمة مطر للتجديد والابتكار إلى استخدامها طرقًا جديدة لم ترد في مدارس قطاع غزة، حيث كانت وزارة التربية والتعليم تقيم ورشات عمل لحث المعلمين على استخدام مثل هذه الوسائل في التعليم، وكانت مطر تتابع تلك الورش التي لم تحضر أيًّا منها، وإنما بقيت على اطلاع دائم بما يجري داخلها، ثم بدأت تطبق هذه الأساليب مع طلابها. وتستخدم المعلمة مطر استراتيجية التعلم النشط، بمحاورها المتعددة، كحل المشكلات والعصف الذهني ولعب الأدوار والتعلم عن طريق اللعب. وركزت المعلمة مطر في أساليبها على لعب الأدوار والتعلم عن طريق اللعب؛ لما له من أثر إيجابي وفاعل في نفوس الأطفال الذين تقوم بالتدريس لهم. وتفيد المعلمة مطر بأن الطفل في طرق التدريس التقليدية كان يُلقَّن المعلومات دون أن يشارك في صنعها، إلا أن الطرق التي تتبعها حاليًّا مع الأطفال تمكنهم من المشاركة والتفكير بشكل أكبر، إضافة للنشاطات التي يقوم بها مجموعات الأطفال أثناء الحصص، والتي تعزز إبداعهم. وبهذه الطريقة أصبح الطالب يحب المدرسة أكثر من ذي قبل، وتساعده المدرسة في تنمية شخصيته وإبراز دوره الفاعل فيها. وتوضح مطر أهم النشاطات التي تتبعها مع الأطفال في المدرسة، مثل تمثيل إلقاء الأخبار ولعبة المحكمة وقاطف الثمار والمُدرسة الصغيرة، إضافة لأنماط متعددة يجسد فيها الطلاب شخصيات من الواقع. وتقوم المعلمة مطر بداية بتمثيل الدور، ومن ثم يقوم الطلاب بتمثيله بعدما يتعلمون منها كيفية أدائه، مع إعطائهم الفرصة للإضافة على الأدوار؛ لتحفيز الجانب الإبداعي لديهم. ولاقت هذه الطريقة المبتكرة استحسان الأطفال، إذ تقوم المعلمة بتصوير الأدوار التي يؤديها الأطفال؛ ليشاهدوا أنفسهم، وبحسب المعلمة مطر فإن الأطفال يستمتعون بمشاهدة أنفسهم كأنهم أمام شاشة السينما. وبهذه الطريقة المتبعة في قطاع غزة لأول مرة أصبح الأطفال يشاركون في العملية التعليمية بشكل غير مسبوق، حيث يقومون بالابتكار والإبداع في فصولهم الدراسية، بمساعدة معلمتهم وأهاليهم، بطرق ترفيهية وتربوية، وتساعد مديرة المدرسة معلمتها في توفير بيئة دراسية مناسبة لهذا الشكل الجديد التدريسي المبتكر.