تحركات العالم الأخيرة نحو إفريقيا والاهتمام بمشكلاتها والاستثمار فيها واقتحام اراضيها الغنية بالموارد الطبيعية جعل الحكومات الإفريقية تترابط معًا؛ في محاولة جادة لحصر المشكلات التي تواجه القارة، كالفقر والجوع والهجرة والتصحر والمناخ؛ لوضع حلول جذرية لها. وفي هذا المنطلق ظهرت أفكار عديدة لتحسين صورة القارة وحل مشكلاتها، ومنها على غرار سور الصين العظيم فكر الخبراء في مجال البيئة في مشروع لزرع جدار من الأشجار يمتد عبر إفريقيا، ليس بهدف وقف التصحر فقط، وإنما لتحسين الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل للشباب. وفي هذا السياق قالت وكالة رويترز إن مخطط بناء الجدار الأخضر الكبير سيكون بطول 700 كم (4400 ميل) من النباتات، يمتد من السنغال في غرب إفريقيا إلى جيبوتي شرق القارة، ويهدف إلى اعتراض رمال الصحراء، ووقف زحف الصحراء، واستعادة 50 مليون هكتار من الأرض. وعن كارثة التصحر ذكرت الوكالة أنه قد يضطر نحو 60 مليون إفريقي إلى مغادرة منازلهم في غضون خمس سنوات؛ بسبب تحول أراضيهم إلى الصحراء، في حين أن ثلثي الأراضي الصالحة للزراعة في القارة قد تفقدها بحلول عام 2025؛ نظرًا لتزايد التصحر، وفقًا لتقرير صادر عن الأممالمتحدة مؤخرًا. ومن أهم أهداف هذا المشروع التنموي أنه بدفع الشباب في جميع أنحاء القارة إلى عدم الانضمام إلى الجماعات المتشددة، مثل بوكو حرام. وقالت مؤسسة طومسون لرويترز في داكار إن الجدار الأخضر العظيم هو أكبر بكثير من مجرد زرع للأشجار، فهو يقع في حيز بناء القدرة على التكيف في المجتمعات وتطوير مشاريع مستدامة لتوفير أسباب البقاء بالقارة للشباب. وأهم ما في المشروع هو الدفع بالشباب بعيدًا عن الهجرة وتوفير فرص تشجعهم على البقاء. وعلى الجانب الآخر يرى منتقدو المشروع أنه نهج من أعلى إلى أسفل في التنمية، ويعتمد على التمويل الخارجي والإدارة، ولكن منظمات مثل مرصد الصحراء والساحل تقول إن المبادرة تحظى بدعم المجتمعات المحلية. وقال السكرتير التنفيذي لمرصد الصحراء والساحل إن "هذا المشروع يأتي من البلدان الإفريقية المتضررة"، وهناك دول زرعت بالفعل حوالي 15٪ من جدار الأشجار، مثل السنغال، في حين أن القرى في بوركينا فاسو ومالي والنيجر حققت تقدمًا في زراعة النباتات التي تستخدم في الطب والغذاء.