يهرب الناس في إفريقيا من بلدانهم قاصدين اللجوء بسبب الصراعات والمجاعات والحروب، ولكن في الشمال الإفريقي الوضع مختلف إلى حد ما، حيث يزداد عدد اللاجئين بشكل كبير هروبًا من المناخ، وطبقًا لحسابات الباحثين في معهد ماكس بلانك للكيمياء ومعهد قبرص في نيقوسيا فإن منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تصبحان ساخنتين جدًّا، بحيث تصبحان من المناطق الخطر على البشر. وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن اهتمام الدول العربية في الشمال الإفريقي وعلى رأسهم مصر بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين كما وافقت تلك الدول في قمة الأممالمتحدة التي اجتمعت مؤخرًا في باريس لن يكون كافيًا لمنع هذا السيناريو، خاصة أن الحرارة بالفعل خلال فصل الصيف أصبحت شديدة جدًّا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتزيد أكثر من مرتين مقارنة مع متوسط الاحترار العالمي. وهذا يعني أنه خلال الأيام الحارة تصل درجات الحرارة جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى حوالي 46 درجة مئوية (حوالي 114 درجة فهرنهايت)، وبحلول منتصف القرن الحالي. فمثل هذه الأيام الحارة جدًّا سوف ترتفع خمس مرات أكثر مما كانت عليه الحال في بداية سنة 2000. أما الكارثة الحقيقة فلا تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة بهذا المعدل الرهيب فقط، بل في أنها تتماشى جنبًا إلى جنب مع زيادة تلوث الهواء من الغبار الذي تثيره الرياح الصحراوية، مما يجعل الظروف البيئية لا تطاق، والتي قد تجبر الناس على الهجرة. وتابع الموقع أن هناك أكثر من 500 مليون شخص يعيشون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث التغير المناخي الظاهر بالفعل. وقد تضاعف عدد الأيام الحارة جدًّا منذ عام 1970. وفي المستقبل يمكن أن يتغير المناخ في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بطريقة سريعة؛ مما يتسبب في خطر كبير ليس فقط على السكان، بل على الثروة الحيوانية والزراعية؛ مما يؤدي لتأخر تلك البلدان وتعرضها للمجاعات الشديدة والفقر المدقع. ولكن لماذا نتحدث عن الشمال الإفريقي بالتحديد برغم أن العالم أجمع أصبح يعاني من ارتفاع درجات الحرارة المحلوظ؟ الحقيقة أن الأبحاث الأخيرة في المنظمات والهيئات المعنية بدراسة حالة الجو كشفت أن درجات الحرارة ارتفعت في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى القرن ال 21 بشكل مثير للقلق، ففي الوقت الذي ترتفع فيه درجة حرارة الأرض بمتوسط درجتين مئويتين كل عام مقارنة بعصور ما قبل الصناعة، نجد أن الشرق الأوسط والشمال الإفريقي يزدادان بأضعاف ذلك، خاصة في فصل الصيف، والذي سوف تصبح درجة الحرارة فيه قاتلة بحلول منتصف القرن الحالي، بحيث لن تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 30 درجة أثناء الليل. أما أثناء النهار فيمكن أن ترتفع إلى 46 درجة مئوية، وبحلول نهاية القرن يمكن أن ترتفع درجات الحرارة في منتصف النهار في الأيام الحارة إلى 50 درجة مئوية، كما كشفت آخر النتائج أن موجات الحرارة يمكن أن ترتفع عشر مرات أكثر مما هي عليه الآن. ويجب أن ينتبه سكان تلك المنطقة بالتحديد من العالم لتصرفاتهم تجاه البيئة، والتي تؤدي إلى ازدياد ارتفاع درجات الحرارة، فالاستمرار البشري في الإفراج عن غاز ثاني أكسيد الكربون كما هو الحال في مصر وغيرها من دول الشمال الإفريقي سيجعلنا نتوقع أن تكون ال 200 يوم القادمة بها ارتفاع درجات حرارة بشكل غير عادي، وفقًا لبانوس هادجينكولاو الأستاذ المشارك في معهد قبرص لخبراء تغير المناخ. ويقول الباحث في مجال الغلاف الجوي جوس ليلفيلد إنه مقتنع بأن تغير المناخ سيكون له تأثير كبير على البيئة وعلى صحة الناس في هذه المناطق. فتغير المناخ سوف يجعل الظروف المعيشية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتفاقم بشكل كبير، وسوف تستمر موجات الحرارة لفترات طويلة، وكذلك العواصف الترابية، التي سوف تجعل بعض المناطق غير صالحة للسكن، والتي سوف تسهم بالتأكيد في عمليه الهجرة؛ بحثًا عن مناخ أفضل صالح للحياة.