رغم أن رواية "مصائر – كونشرتو الهولوكوست والنكبة" هي الثانية للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون، إلا أنه استطاع بها أن يحصل على جائزة البوكر للرواية العربية، متفوقًا على غيره من المنافسين الذين لهم باع طويل في كتابة الرواية. يتعرض الروائي الفلسطيني في روايته إلى ما حدث لليهود في "الهولوكوست"، وما حدث للفلسطينيين من مآسي الحرب والمجازر التي تعرضوا لها على يد الاحتلال الصهيوني، ويتطرق إلى حياة هؤلاء الذين واصلوا العيش في فلسطين بعد حرب 1948م، ووجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرًا، ومن هاجروا إلى بلدان أخرى، ويطرح أيضًا الصعوبات التي يواجهها الفلسطيني إذا أراد العودة لوطنه. وتقع الرواية في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو، وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة. تبدأ الرواية بحكاية "إيفانا" الفلسطينية الأرمنية، التي أحبت في صباها طبيبًا بريطانيًّا في زمن الانتداب على فلسطين، فأنجبت منه بنتًا سمّياها جولي، وهربا بها إلى لندن عشية نكبة عام 1948. بعد سنوات طويلة، وقبل وفاتها توصي إيفانا ابنتها أن تحرق جثتها وتنثر نصف رمادها فوق نهر التايمز، وتعيد نصفه الآخر إلى موطنها الأصلي: عكا القديمة. وتعد الرواية بحثًا عن الهوية الضائعة بين الغربة والعودة، بين أن تكون فلسطينيًّا، أو إسرائيليًّا، مواطنًا أو مهاجرًا، تبحث شخصياتها عن ذاتها، عن رقعة يبنون عليها أحلامهم، وحياتهم، ومصائرهم. "ربعي المدهون" كاتب فلسطيني، ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوبفلسطين عام 1945م، انتقلت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة، تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ولكن أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. من مؤلّفاته "السيدة من تل أبيب" (رواية، 2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010، و"مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة" (رواية، 2015).