يواجه مرضى نزف الدم «الهيموفيليا» أزمة اختفاء الدواء المعالج لهم «فاكتور 8» من الصيدليات والمستشفيات؛ نتيجة توقف الشركات المستوردة له، بسبب ارتفاع سعر الدولار، الأمر الذي يهدد حياتهم. كانت وزارة الصحة ألغت المناقصة المحددة لها؛ لعدم تقدم أي من الشركات المصدرة، بعدما عرضت الوزارة توريد الصنف علي 30 دولارًا، الأمر الذي أدى لامتناع الشركة الأجنبية المنتجة الوحيدة عن دخول المناقصة. وأكد عدد من الأطباء أن مرضى نزيف الدم يواجهون الآن كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ خاصة أن «الهيموفيليا» مرض وراثي يتسبب في خلل بالمادة التي تعمل على تجلط الدم عند حدوث نزيف، وفي حالة تعرض المريض لأي جرح بسيط يحدث نزيف مستمر تحت الجلد أو في المفاصل والعضلات، ولا يمكن إيقافه إلا بعد إعطاء المصاب حقنة تجلط الدم، وبالتالي إيقاف النزيف. يقول الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بمعهد الكبد، إن عقارات «فاكتور 8 وفاكتور 9» لا تكفي لسد حاجة مرضي الهيموفيليا، ما يؤدي إلى دخول المرضى في مضاعفات كثيرة، أبرزها بتر أطراف الأطفال بسبب تآكل المفاصل بعد حدوث نزيف حاد دون التدخل الدوائي السريع لإنقاذهه. وأضاف عز العرب ل«البديل» أن عدم توفر أدوية نزيف الدم، يؤدي إلى كوارث للمرضى، مطالبا وزارة الصحة بالتدخل السريع وتوفير العقار، والاهتمام بمرضى «الهيموفيليا» المهمشين، بحسب وصفه. وأوضح الدكتور طارق حلمي، أستاذ الفيروسات، أن وزارة الصحة لم تقدر خطورة المضاعفات التي تطرأ علي مرضى نزيف الدم بسبب نقص العلاج الخاص بهم، مضيفا أن «الهيموفيليا» مرض غير معلوم للجميع، لكنه قاتل؛ خاصة أنه لا يصيب الجزء الخارجي فقط من الجسم، بل النزيف أحيانا يكون داخليا؛ أي يصيب المفاصل، ما يؤدي إلى بتر أطراف المصاب، وأحيانا يصل الأمر إلى الوفاة. وأكد حلمي أن مرضى الهيموفيليا يواجهون نقصا حادا في العقار الخاص بهم، منذ أكثر من عام، وتفاقم الأمر خلال الفترة الأخير؛ نتيجة ارتفاع سعر الدولار، متابعا أن وزارة الصحة حتى الآن لم تنتبه لخطورة الأمر، ولم تعط مرضى نزيف الدم حقهم الكافي في العلاج. وأشار أستاذ الفيروسات إلى أن خطورة المرض تكمن في أنه وراثي، أي يصيب أكثر من فرد في أسرة واحدة، ما يعتبر كارثة حقيقية، خاصة مغ غياب العقار، مختتما: «للأسف، مرضى الهيموفيليا أو الأورام أو غيرهم، يدفعون ثمن ارتفاع سعر الدولار من حياتهم».