«سحارة سرابيوم الجديدة».. أكبر مشروع مائي تم إنشاؤه أسفل قناة السويس الجديدة؛ بهدف إحياء المناطق الزراعية بشرق القناة، التي تربط ما بين محوري التنمية بسيناء والدلتا ووادي النيل، وهي امتداد لسحارة سرابيوم القديمة، وتهدف إلى توفير مياه الري من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة لأهالي المزارعين في منطقة شرق السويس والبحيرات والإسماعيلية الجديدة؛ لري نحو 100 ألف فدان من أراضيهم الزراعية. ومن المقرر وفقًا لما أعلنته وزارة الري أن يتم الانتهاء من المشروع، الذي يمتد بطول 420 كم، بتكلفة 182 مليون جنيه نهاية شهر يونيو من العام الجاري، حيث بدأ تنفيذ الأعمال بالسحارة في أغسطس 2014، وهي عبارة عن 4 خطوط من المواسير الخرسانية المسلحة التي تمر أسفل قناة السويس الجديدة على عمق 16م أسفل منسوب قاع قناة السويس الجديدة ، وبعمق 40م تحت منسوب سطح مياه البحر وفي أول تصريحات الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية الصحفية، أكد أنه تم تنفيذ سحارة إضافية «طوارئ»؛ لتجنب التأثير على الأراضي المنزرعة بالفعل بمنطقة شرق قناة السويس؛ للوفاء باحتياجاتها المائية، أثناء فترة تنفيذ السحارة الرئيسية. من جانبه قال الدكتور هيثم ممدوح، رئيس قسم الهيدروليك بهندسة الإسكندرية: إن إنشاء سحارة إضافية لسحارة سرابيوم إهدار للمال، دون وجود حالة ملحة لها، لافتًا إلى أنه كان يمكن توفير التكاليف وتلاشي إنشاء السحارة المؤقتة، بالتوافق مع البدء في مشروع قناة السويس الجديدة، مشيرًا إلى أنه لم يتم حتى الآن الانتهاء من السحارة، لافتًا إلى وجود حل بديل عن السحارة الإضافية، وهو تعويض المزارعين عن الموسم الزراعي الحالي؛ نظير ما يتم توفيرة من تكاليف إنشائها، مؤكدًا أنه أفضل بكثير من الناحية الاقتصادية. وأوضح معوض أن أبرز المشكلات التي تواجه هذا الزمام أنه يتم تغذيته من المنبع، عن طريق ترعة الإسماعيلية، التي تفي باحتياجات الأراضى الزراعية بالكاد، ومن الصعب التوسع الأفقي داخل سيناء على المياه الواردة من خلال هذه السحارة، مستشهدًا بتجربة سحارة السلام بشمال سيناء، والتي تُعتبَر دليلًا على سوء التخطيط، حيث إنه كان من المزمع زراعة 400 ألف فدان عليها، وحاليًّا نسبة المزروع منها لا تتخطى 25% من هذه القيمة؛ لعدم التزام المزارعين بالري المطور، الذي تم تصميم المشروع عليه، وإقامة مزارع سمكية على بدايات هذا الزمام، والاعتماد على مياه الصرف الزراعي، من مصارف رمسيس وبحر حادوس وبحر البقر.