كان يهنئ جنوده على ما فعلوه ليلة أمس في معارك مع العدو الإسرائيلي فانفجرت دون مقدمات قنبلة للعدو على حافة الموقع، وأحدثت تفريغ هواء مفاجئًا وعنيفًا فى الحفرة التي كان فيها في الشيهد عبد المنعم رياض، وكان الأقرب إلى البؤرة التى بلغ فيها تفريغ الهواء مداه، وحدث له شبه انفجار فى جهاز التنفس. ذلك ما حدث صبيحة يوم 9 مارس 1969 في الموقع 6 بالإسماعلية، كما ذكرت أغلب الروايات الرسمية عن مقتل الشهيد عبد المنعم رياض ، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة، الذي استشهد في هذا اليوم، ليستكمل دروسه التي بدأها طوال تاريخه العسكري، حيث توج بشهادة علي أرض المعركة وعلى بُعد أقرب نقطة للعدو وبين جنوده، رحل بطل واستمر باقي الأبطال في ليستكملوا الملحمة التاريخية ويحرروا آخر حبة رمل من أرض الفيروز سيناء. جاء رد رئيس الجمهورية سريعًا بعد ساعات من استشهاده، حيث نعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ببان جاء نصه: «فقدت الجمهورية العربية المتحدة أمس جنديًّا من أشجع جنودها، وأكثرهم بسالة وهو الفريق عبد المنعم رياض، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة، وكان الفريق عبد المنعم رياض فى جبهة القتال وأبت عليه شجاعته إلَّا أن يتقدم إلى الخط الأول، بينما كانت معارك المدفعية على أشدها وسقطت إحدى قنابل المدفعية المعادية على الموقع الذي كان الفريق عبد المنعم رياض يقف فيه، وشاء قضاء الله وقدره أن يصاب وأن تكون إصابته قاتلة. إننى أنعي للأمة العربية رجلًا كانت له همة الأبطال، تمثلت فيه كل خصال شعبه وقدراته وأصالته. في 22 أكتوبر 1919 ولد عبد المنعم رياض بقرية سبرباي مركز طنطا محافظة الغربية، شارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و1942، وفي حرب فلسطين عام 1948 والعدوان الثلاثي عام 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف. التحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته، لكنه بعد عامين من الدراسة فضَّل الالتحاق بالكلية الحربية، التي كان متعلقًا بها، وتخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان وحصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944، وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا عامي 1945 و1946 وأجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية. أتم دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا عام 1966، وفي عامي 1962 و1963، اشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات حصل في نهايتها على تقدير الامتياز في عام 1941، وعين بعد تخرجه في سلاح المدفعية في عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان وقتها برتبة مقدم في عام 1953، وعين قائدًا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية من يوليو 1954 وحتى أبريل 1958، خلال عامي 1947 و1948 تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وعمل في إدارة العمليات في 9 أبريل 1958 سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي؛ لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز، وقد لقب هناك بالجنرال الذهبي عام 1960، بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية عام 1961، نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي، وفى عام 1964 عين رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، وترقى في عام 1966 إلى رتبة فريق في مايو 1967.