دار «صرغتمش».. أنشأها الأمير سيف الدين صرغتمش عام 757ه – 1356م، وخصصت لفقهاء السادة الحنفية من أجل تدريس الحديث، وحملت رقم 218عند تسجيلها بدفاتر الآثار. وكان سيف الدين صرغتمش، أحد أمراء دولة المماليك البحرية الذي كان يتبع السلطان الناصر بن قلاوون ويحمل له المرآة، حتى أصبح رئيسا للمماليك. يتكون المدخل من المقرنصات المذهبة مكتوب على جانبيه تاريخ الإنشاء واسم المنشئ وتتوصل من الباب إلى صحن كبير مكشوف تتوسطه الميضأة مكان الوضوء، ويتألف تخطيطها من أربعة إيوانات أكبرها وأفخمها إيوان القبلة ويتصدر المحراب. وتحيط أبواب الخلاوي كسوة من الرخام الأبيض والأسود، أما المئذنة تمتاز بالحجارة الملونة، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى الطريق إلى قمتها أربعين مترا، أما المنبر، فمن إنشاء الأمير قبوبجي أحمد كتخدا عزبان، سنة 1128ه – 1715. يوجد نقوش نباتية مورقة علي عتبة الباب الرئيسي، ومكتوب على جانبيه «أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة المقر الأشرف العالي العادل الفاضل السيفي صرغتمش رأس نوبة الملكي الناصري مربي العلماء مقوي الضعفاء باني المدارس والمساجد في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وسبعمائة». ذكر المؤرخ المقريزي أن دار صرغتمش كائنة بخط بئر الوطاويط بالقرب من جامع ومدرسة صرغتمش بجوار جامع أحمد بن طولون، بينما يقول علي مبارك، المؤرخ المصري الكبير في خططه، أن دار صرغتمش قد خربت وهدمت وبني في موضعها مباني مختلفة. ويرى المقريزي في خططه أن البئر المعروفة ببئر الوطاويط أنشأها الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات، لينقل منها الماء إلى السبع سقايات التي أنشأها بخط الحمراء القصوى، وبمرور الزمن خربت السقايات، وبني الناس فوق البئر حتى تولد فيها أعداد هائلة من الوطاويط، وعُرف المكان بخط بئر الوطاويط. ويعود علي مبارك ليؤكد أن عامة الناس أطلقوا على البئر اسم بئر الست وطواطة، ويوجد حارة شرق جامع ابن طولون تسمى حارة بئر الوطاويط .