جريمة جديدة يضيفها الكيان الصهيوني لسجل جرائمه الحافل باستهداف الأطفال الفلسطينيين، فمنذ اندلاع الهبّة الفلسطينية مطلع أكتوبر الماضي، أقدم الاحتلال على إعدام عدد من الفتيات والشبان بشكل مباشر تحت ذريعة محاولة الطعن واستهداف الجنود والمستوطنين الصهاينة، وهي ادعاءات واهية لا ترقى إلى مستوى التصديق. في 24 ساعة.. 4 أطفال شهداء استهدف الاحتلال خلال ال24 ساعة الماضية فقط 4 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 17 عامًا، فكان أولهم الطفلة كلزار عبد الحليم العويوي، البالغة من العمر 17 عامًا، من محافظة الخليل، التي استهدفتها قوات الاحتلال صباح أمس السبت، على حاجز عسكري قرب الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بمدينة الخليل، بذريعة محاولة طعن جندي صهيوني، وقد سلمت سلطات الاحتلال جثمان الشهيدة العويوي للجانب الفلسطيني بعد ساعات قليلة من استشهادها، إلَّا أن عائلتها أصرت على تشريح جثة ابنتها. تبين من نتائج التشريح أن الطفلة أصيبت بثلاث رصاصات، واحدة اخترقت اليد والثانية اخترقت العنق والثالثة استقرت في الرئة مسببة لها نزيفًا، وقد حدد الطبيب الشرعي سبب الوفاة بنزيف رئوي حاد، وكشفت النتائج أنه كان بالإمكان إنقاذ حياة الطفلة إذا ما قدمت لها العناية الطبية في حينها، لكن الاحتلال تركها تنزف حتى فارقت الحياة، وقال شهود عيان: إن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية مُنعت من الاقتراب من الفتاة، وتُركت تنزف حتى ارتقت. استهداف الاحتلال للطفلة أثار غضب الشارع الفلسطيني وفصائله وحكومته، حيث اعتبرت حكومة الوفاق الوطني أن إعدام الطفلة كلزار العويوي برصاص قوات الاحتلال جريمة جديدة تضاف إلى السجل الإجرامي الاحتلالي المتواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود: الحكومة تجدد مطالبتها المجتمع الدولي بالمسارعة إلى توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا، وتحمِّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات كافة، على رأسها جرائم القتل اليومي بحق الأطفال والنساء والشيوخ العزل، كما اعتبرت الحكومة أن تمادي الاحتلال في اقتراف جرائم حرب بحق أبناء شعبنا نتيجة تقاعس مؤسسات المجتمع الدولي ذات الصلة عن محاسبة إسرائيل على جرائمها، وفق توصيف القانون الدولي. تكرار حادثة استهداف الأطفال الفلسطينيين القصر سواء بالقتل أو الاعتقال من جانب الاحتلال الصهيوني، دفع حركة حماس إلى دعوة أهالي محافظة الخليل وقراها المجاورة إلى المشاركة الحاشدة في تشييع جنازة العويوي، وشددت الحركة على أن المشاركة الجماهيرية الواسعة في تشييع الشهيدة تأكيد على مضي الشعب الفلسطيني في طريق الكرامة التي اختارها الشهداء الأبرار، ومواصلةً لانتفاضة القدس حتى تحرير الأرض. لاقت دعوة حركة حماس استجابة وترحيبًا كبيرين من الشعب الفلسطيني، حيث شيعت جماهير غفيرة الطفلة كلزار العويوي بعد ظهر اليوم الأحد، وانطلق موكب التشييع من مستشفى الأهلي في مدينة الخليل باتجاه منزل عائلة الشهيدة لإلقاء نظرة الوداع، ومن ثم الصلاة على روحها في مسجد الحسين بمنطقة عين سارة وسط المدينة، وحمل المشاركون في الجنازة الأعلام الفلسطينية والرايات وصور الشهيدة، وساروا باتجاه مقبرة الشهداء في حارة الشيخ وهم يرددون الشعارات والهتافات، مطالبين كتائب المقاومة بالرد على الجريمة والانتقام للشهيدة. صباح اليوم الأحد أعاد الاحتلال الصهيوني تنفيذ جرائمه ضد الأطفال الفلسطينيين، حيث قُتل طفلان فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي غربي جنين شمال الضفة الغربية، نهاد رائد واكد وفؤاد مروان واكد، يبلغان من العمر 15 عامًا، وزعم الناطق العسكري الإسرائيلي أن الطفلين أطلقا النار على الجنود الإسرائيليين في المكان. وقال شهود عيان: إن الفتيان تعرضا لإطلاق نار لدى اقترابهما من البوابة المؤدية لأراضي البلدة خلف الجدار الفاصل ومستوطنة شاكيد التي يمر عبرها العمال، وأن القوات الإسرائيلية أغلقت المنطقة ومنعت مركبات الإسعاف من نقلهما، ثم تم نقلهما إلى جهة مجهولة. وبعد ساعات قليلة، أعدمت قوات الاحتلال بدم بارد الطفل نعيم أحمد يوسف صافي، البالغ من العمر 17 عامًا، من بلدة العبيدية شمال شرق بيت لحم، ليكون الضحية الرابعة في أقل من 24 ساعة، حيث استشهد الطفل بعد ظهر اليوم الأحد، برصاص جنود الاحتلال بالقرب من مدينة بيت لحم، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، وادعت مصادر عبرية أن الطفل الشهيد حاول طعن أحد الجنود المتمركزين على الحاجز مزموريا، الواقع بين بلدة تقوع وجبل أبو غنيم شرق بيت لحم، فردت قوات الاحتلال بإطلاق النار عليه وإصابته بجروح خطيرة استشهد على أثرها. جرائم الاحتلال لم يدع الاحتلال الصهيوني جريمة إنسانية إلَّا ووضع بصمته عليها، حتى الأطفال والنساء الذين نص القانون الدولي على تجنيبهم مخاطر النزاعات لم يسلموا من بطش الاحتلال وقواته، ومع بداية الهبّة الفلسطينية بدأ الكيان الغاشم في تصعيد جميع انتهاكاته بحق فئات الشعب الفلسطيني كافة، خاصة الأطفال، حيث قالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن 34 طفلًا استشهدوا منذ 2 أكتوبر الماضي حتى 26 يناير الماضي، وأصيب خلال الفترة نفسها 530 طفلًا بجروح مختلفة، وأشارت الوزارة إلى أن الإصابات تنوعت بين الرصاص الحي والمعدني والمطاطي وقنابل الغاز والضرب المباشر؛ بسبب اعتداء قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، ورصدت الوزارة إصابة 311 طفلًا بالرصاص الحي، و143 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و26 إصابة مباشرة بقنابل الغاز، و50 إصابة نتيجة الضرب المبرح.