في الوقت الذي تشهد فيه الأراضي المحتلة الفلسطينية هبّة جماهيرية تهدف إلى استرجاع حقوق الشعب، تفاقمت ظاهرة الإعدام الميداني التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مبررة ذلك ب "نية الشهداء تنفيذ عمليات طعن"، ويعتقد الفلسطينيون أن هذه السياسة تهدف لترويع الشباب وإخماد هبّتهم، دون أن تحقق أهدافها. تندرج الإعدامات الميدانية ضمن نهج المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية لتخويف وترهيب الفلسطينيين، وثنيهم عن المشاركة بالمظاهرات والمواجهات، بغية إخماد فتيل "هبّة القدس"، كما رخصت الحكومة الإسرائيلية لليهود حمل السلاح الشخصي، وذلك لتسهيل الاستهداف الدموي للفلسطينيين بإطلاق الرصاص صوبهم لمجرد الشك بأنه "يشكل خطرا" أو يعتقد أنه قد ينفذ عملية طعن. تعتبر منظمات حقوقية الإعدامات الميدانية والتمثيل بجثث الفلسطينيين جرائم حرب، وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية توفر لمواطنيها اليهود الغطاء السياسي والقانوني بتحريضها على العنف ضد الشعب الفلسطيني، رصدت البديل 10 حالات إعدام ميدانية منذ انطلاق الهبّة الفلسطينينة. أحمد عبد الله شراكة أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط من مسافة بعيدة فأصاب أحمد شراكة في مؤخرة رأسه وأفقده وعيه ثم سقط أرضا لفترة، قبل أن تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليه، وبحسب الوالد، فإن أحمد تأثر كثيرا بمشاهد الشهداء والجرحى في أخر أسبوع له قبل استشهاده، لذلك كان مصمما على الذهاب إلى منطقة المواجهات ومنعته من ذلك، لكني عرفت أنه يتدبر نفسه بأي طريقة ويستلف إيجار الطريق من أصدقائه ليذهب. ويتابع قائلا إن طفله كان يمضي دون أن يدري على درب عمه الشهيد خليل شراكة الذي قضى عام 2001 في انتفاضة الأقصى، وهو العام ذاته الذي ولد فيه، وكان أحمد في الصف التاسع ويتقاسم الصف والعمر نفسه مع شقيقته التوأم حنين، أكثر المتأثرين بغيابه، إذ قالت باكية "أحمد توأمي.. رحت أنا وهو إلى المدرسة طول السنين الماضية، والآن فقدته". وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شراكة استشهد بعد إصابته برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في الرأس أحدثت نزيفا في دماغه، وقالت شاهدة عيان من الطواقم الإعلامية إن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص عليه أثناء تواجده على جبل مقابل لمفترق بيت إيل، وكان الطفل يبعد نحو 300م عن الجنود الإسرائيليين، مضيفة أن الشهيد لم يكن من راشقي الحجارة، كما أن المواجهات كانت توقفت في ذلك الوقت ولم يحدث أي تطور يستدعي إطلاق الرصاص من الجيش الإسرائيلي. أمجد الجندي شاب فلسطيني استشهد برصاص شرطة الاحتلال، بعد أن طعن جنديا إسرائيليا وخطف سلاحه في كريات جات بالجنوب، وقالت مصادر عبرية إن الشاب طعن الجندي ثم خطف سلاحه وفر إلى عمارة سكنية، وقامت وحدة من الشرطة الإسرائيلية بمطاردته إلى البناية، وأطلقت النيران عليه مما أدى إلى استشهاده، إلا أن كثير من الفلسطينين أكدوا أن الكيان الصهيوني دائما ما يبرر أي عملية إعدام ميداني للشبان الفلسطينيين بأنهم أعدوا لعمليات الطعن، متجاهلين عمل أي تحقيقات تثبت ذلك. محمد الجعبري أدى الشهيد الفلسطيني، محمد الجعبري (18 عاماً)، صلاة فجر الجمعة الأخيرة، والتقط صورة تذكارية مع والده قبل أن يغادر المنزل، لتتلقى بعدها العائلة نبأ استشهاده عند مدخل مستوطنة "كريات أربع" في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة. يقول علاء الجعبري ابن عم الشهيد: تلقينا في بداية الأمر نبأ استشهاد شاب من عائلة الجعبري برصاص الاحتلال، لكننا لم نكن نتوقع أن يكون محمد هو الشهيد، لا تعرف العائلة إن كان محمد قد خرج لتنفيذ عملية طعن عند المستوطنة، كونه لم يبدو عليه أي شيء يظهر نيته القيام بذلك، في الوقت الذي تُصر فيه العائلة على أن الفيديو الذي نشره الاحتلال عن السلاح والسكين بجانب جثة الشهيد ما هو إلا تلفيق وذريعة للقتل المتعمد. حذيفة سليمان قتل حذيفة برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربيةالمحتلة، وحذيفة الذي يبلغ من العمر ( 18 عاما)، استشهد نتيجة إصابته برصاص حي في البطن، أطلقه الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وقعت على أطراف مدينة طولكرم. عبد الرحمن شادي استشهد الطفل عبد الرحمن شادي عبيدالله (12 عاما) متأثرا بجروح بليغة نجمت عن إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية فادي علون "فادي " شاب مغرم بالصور والتقاط السيلفي لم يحاول تنفيذ أي عمليات طعن كما زعمت قوات الاحتلال، فهو كان يعبر بشارع رقم 1 بحي المصرارة واعتدى المستوطنين عليه وتم تصفيته بدم بارد حين أطلقت عليه قوات الاحتلال 7 عيارات نارية، وسارعت قوات الاحتلال إلى اقتحام منزله واعتقال والده وعمه فيما ترفض قوات الاحتلال تسليم جثمانه، المثير أن الشهيد كان قد غرد قبيل استشهاده بلحظات عبر صفحته الشخصية فكتب: اللهم إني نويت الشهادة في سبيل الله، اللهم اغفر لي. وأظهر مقطع فيديو نشرته مواقع عبرية، مجموعة كبيرة من المستوطنين وهي تحاصر الشاب الذي بحسب شهود عيان كان يحاول الفرار من المستوطنين الراغبين في قتله، قبل أن تصل سيارة شرطة، وتطلق النار عليه وترديه قتيلا. ثائر أبو غزالة ابن القدس والبلدة القديمة منفذ عملية الطعن في تل أبيب والتي أسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية، واستشهد الشاب الفلسطيني بعد تنفيذه عملية في جادة مناحيم بيجن قرب مقر هيئة الأركان العامة الإسرائيلية " هكرياه " في تل أبيب أصاب خلالها أربعة إسرائيليين، ووفقا لتفاصيل إسرائيلية طعن الشاب المجندة وأصابها بجراح خطرة وخطف سلاحها وتوجه نحو برج "عزرائيل" الشهير في تل أبيب فيما كان يوجه طعنات أخرى للمستوطنين. شروق دويات أقدم مستوطن على نزع حجاب الفتاة شروق دويات، ومن ثم أطلق عليها أربع رصاصات عندما قاومته، مما أدى إلى إصابتها بجراح خطيرة، ووفقا لشهود عيان ولمقاطع الفيديو التي نُشرت حول الحادثتين، لم يتبين أن أيا من الضحيتين أقدم بالفعل على تنفيذ عملية طعن، كما لم يكونا يحملان أدوات حادة. تقول شقيقة شروق "حنين دويات" (27 عاما) "بمحض الصدفة كنت أتواجد أنا وشروق داخل البلدة القديمة بالقدس وقت وقوع الحادث، وكنت أسمع المواطنين من حولي يرددون أن حدثا ما وقع في شارع الواد، وتابعت: لم أتخيل أبدا أن تكون الضحية أختي.. بدأت أتلقى عشرات الاتصالات للاطمئنان على صحتي لأن الاسم الأول الذي انتشر عبر الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي هو اسمي أنا، ليتبين لاحقا أنها شروق. عادت حنين مسرعة إلى منزل العائلة، وما إن دخلته حتى طوقت قوة كبيرة من شرطة الاحتلال وعناصر المخابرات المنزل وتم إبلاغها بأنها رهن الاحتجاز، وقالت: تم اعتقالي أنا ووالدي وشقيقاي محمد وإبراهيم، ووجهوا لنا إهانات لفظية وماطلوا في إجراءات التحقيق. هديل هشلمون حكاية الشهيدة هديل الهشلمون لا تختلف فظاعتها عن الباقي، حين تم إعدامها في شارع الشهداء بالخليل ثاني أيام عيد الأضحى، وأظهر فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، طريقة إعدام الشابة هديل الشهلمون، التي استشهدت 22-9-2015. وقال شاهد عيان عامل في بلدية الخليل كان في مكان الواقعة، إن الشابة هديل كانت تمرّ كما بقية الناس عبر الحاجز 56، وكانت منقبة، فطلب منها أحد الجنود باللغة العبرية أن تخرج من الحاجز، ولكنها لا تفهم العبرية، فتقدم "شاهد العيان" وقلت لها أن تخرج من الحاجز، وبالفعل الفتاة استجابت لي، وعند خروجها اعترضها جندي آخر وأطلق رصاصة على الأرض، ما أدى إلى توقف الفتاة دون حراك، وتجمع 6 جنود حولها، أحدهم أخذ وضعية القنص، وأطلق على قدمها اليسرى رصاصة، فسقطت الفتاة على الأرض، وبعد 10 ثواني أطلق على قدمها اليمنى، ثم 5-6 رصاصات نحو بطنها. طاهر مصطفى أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اثنين من الفلسطينيين من مدينة الخليل، فجر أمس الجمعة بعد إطلاق الرصاص عليهما مباشرة في منطقة تل رميدة وسط المدينة، وأكدت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال أعدمت ابني العمومة، طاهر مصطفى عبد المنعم فنون – 19 عاماً – والصبي مصطفى فضل عبد المنعم فنون 16 عاما – وتركتهما ينزفان في المكان حتى استشهدا بدون أن تتم أية محاولة لإنقاذ حياتهما. وحسب مصادر من عائلة فنون فإن اتصالا وردهم من جهاز المخابرات الإسرائيلية وطلبهم للتحقيق والاستجواب بعد أن أبلغهم باستشهاد ابنيها، كما أكدت مصادر إسرائيلية استشهاد الشابين بعد إطلاق النار عليهما تحت ذريعة محاولتهما طعن أحد الجنود على أحد الحواجز في منطقة تل رميدة. وفي ظل هذه المعطيات، يجد كل فلسطيني نفسه هدفا قادما سواء لشرطة الاحتلال أو للمستوطنين الذين أصبحوا مؤخرا لا يترددون في إطلاق النار على الفلسطينيين وتنفيذ إعدامات ميدانية بحقهم.