حالة من الريبة الممتزجة بالخوف، تنتاب مرضى فيروس سى؛ بعد ظهور العديد من الأعراض الجانبية الخطيرة علي بعضهم ممن تناولوا عقاقير «سوفالدي وإنترفيرون»، أبرزها العمي وتضخم الطحال وقرح المعدة، وتجددت مع إعلان طرح دواء «هارفوني» المصري في الأسواق خلال الأيام القليلة المقبلة، ويخشي المرضي أن يقعوا فريسة للعقار الجديد. ورغم تأكيد الأطباء أن العقار آمن تمامًا وليس له أي أعراض جانبية، إلا أن مرضي فيروس سي مازال الشك يراودهم، ويخشون تكرار تجربة عقار جديد، ويتحملون أثار جانبية. يقول سعد الدين محمد، مريض فيروس سي: «بعد طرح سوفالدي المصري بالأسواق، فرح المرضي بشدة؛ خاصة أن سعر العقار أقل كثيرًا من المستورد، لكن بعد فترة، اكتشفنا أنها فرحة زائفة بعد ظهور الكثير من الأعراض الجانبية السيئة علي المرضي، لذا نخشي أن تنالنا الأثار الجانبية من دواء هارفوني أيضًا». ومن جانبها، توضح سوسن رضا، مريضة فيروس سي: «أخشي تناول عقار هارفوني المصري؛ بعد أن أصبت بقرحة في المعدة نتيجة تناول العلاج الثلاثي من قبل، لذا أخشي تجربة الدواء الجديد؛ خاصة أنه مصري الصنع، كما أخشي أن يكون المرضي فئران تجارب له». وفي السياق، أكد الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، أن إجراءات تسجيل العقاقير المثيلة للأجنبية، تتضمن دراسته في مراكز علمية محايدة، يراجع من خلالها التركيب الكيميائي، وتتم مقارنته بالأجنبي، والتأكد أيضًا من فاعليته وسلامته، بعدها يتم، بحسب إجراءات الإدارة المركزية للصيدلة، إعطاء ترخيص لمدة عدة أشهر، أي خلال فترة العلاج يُلتزم من خلالها علاج عدد معين من المرضي؛ حتي يتم التأكد من درجة أمان وفاعلية العقار تمامًا، وبناء علي ذلك، يتم استخدام الدواء في السوق المصري، موضحا أن الدواء الجديد آمن تمامًا، وليس له أي أثار سيئة علي صحة المرضي. ومن جهته، قال الدكتور علاء إسماعيل، أستاذ الجراحة بجامعة عين شمس ورئيس معهد الأمراض المتوطنة والكبد، إن عقار «هارفوني» المصري، ليس له أي أعراض جانبية، مضيفا: «حتي إذا خضع بعض المرضي للأبحاث علي العقار، لن يضاروا في شىء؛ لأنهم سوف يكونون تحت ملاحظة علمية دقيقة». وأكد إسماعيل ل«البديل» أن المادة الفعالة في العقار المصري هي نفسها في الأجنبي، والفرق في السعر، نتيجة للأبحاث العلمية التي تمت علي الأخير، وتعطي للشركة الأجنبية حق الاحتكار، لكن طبقا للبروتوكول، فالدول المنتشر فيها المرض، يمكن أن تصنع الدواء محليا باستيراد المادة الفعالة من الخارج، لذا فانخفاض سعر العقار لا يعني سوء جودته. على الجانب الآخر، طالب الدكتور أحمد حسان، أخصائي أمراض الكبد، وزارة الصحة بضرورة إجراء العديد من الأبحاث والتجارب علي العقار الجديد؛ حتي لا نجد أنفسنا نواجه مشكلة أخري ونتسبب لمرضي فيروس سي في مضاعفات لا حصر لها مثلما حدث سابقًا، موضحا أن العقار حتي الآن مبهم وغامض، ولم تثبت جودته من عدمها، وعلي الوزارة الاهتمام بالأمر، وتقديم كل ما يضمن سلامة المرضي.