قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية: شهدت تركيا خلال الستة أشهر الأخيرة، خاصة الأسبوعين الماضيين، العديد من الهجمات الإرهابية، كان آخرها في مدينة إسطنبول قبل أيام قليلة، لكن ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزيد من حربه ضد حزب العمال الكردستاني، الذي يسعى للحصول على الحقوق السياسية والإنسانية، بعد محاصرة نحو عشرين مليون كردي في البلاد. وترى الصحيفة أن تركيا يمكنها إيذاء داعش وقتما تريد، لكنها تتظاهر بأنها قتلت 200 شخص من تنظيم داعش ردًّا على الهجوم الانتحاري، بعدما شن المجتمع الدولي حملة ضد داعش منذ عامين، انضمت إليها تركيا قبل ستة أشهر فقط. وتضيف الصحيفة البريطانية أنه بدلًا من إطلاق حملة جادة ضد هذه الجماعة الإرهابية ودعوة الغرب والمجتمع الدولي إليها، لا يزال أردوغان يكثف حملته ضد حزب العمال الكردستاني، موضحة أن الرئيس التركي لا يزال يعيش في الحالة الانتخابية، حيث يواصل استهداف وتهميش الأكراد حتى لا يقسمون البلاد، وهي نفس الحالة السابقة لحشد التصويت على الاستفتاء ومنح الرئيس صلاحيات أكثر، ليصبح سلطان العصر الحديث. وتعتقد الصحيفة أن أردوغان يرغب في حفظ ماء الوجه، فقد كان نهجه تجاه الأزمة السورية كارثيًّا، وفشلت الجماعات المعارضة السورية في إسقاط نظام الرئيس الأسد، رغم الموارد الكبيرة ورأس المال السياسي الذي استثمره أردوغان لصالحهم، حتى تفاقمت الأمور في سوريا، وأصبحت المناطق الكردية في سوريا تخضع لحكم ذاتي بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، موضحة أن صعود كردستان السورية، التي لها علاقات ثقافية واجتماعية كبيرة مع أكراد تركيا، قصة نجاح وسط الدمار الناجم عن الصراع السوري. وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد فشل عملية السلام مع الأكراد، اتجه أردوغان إلى دوامة العنف القوية لهزيمة حزب العمال الكردستاني، كما أن أردوغان يريد الآن تدمير قدرة الأكراد القتالية، مشيرة إلى أن ما يريده أردوغان هو توسيع صلاحياته، حتى لو كان ذلك يعني المزيد من الحروب وسفك الدماء. وتعتقد الصحيفة أنه على الغرب التدخل لوقف أردوغان، حيث إن هزيمة داعش يجب أن تكون أولوية لدى تركيا، مما يعني أيضًا وقف أنقرة عن عملية إضعاف الأكراد الشريك الحقيقي للولايات المتحدة في حربها ضد داعش، ولفتت الصحيفة إلى أنه لدى الغرب الكثير للقيام به على المدى القصير، لذا يجب عليه فرض وقف إطلاق النار والتوسط في عملية السلام مع الأكراد، مثل تسوية عام 2013، ودفع تركيا لرفع حصارها عن أكراد سوريا. وذكرت الصحيفة أنه على الغرب إجبار تركيا على العمل، ويتطلب ذلك تهديدًا من قِبَل حلف شمال الأطلسي بالطرد، حال فشلت في خلق تسوية مع الأكراد، وهذا الطرد يعني أن طموحات أردوغان الشخصية حولت تركيا إلى لا شيء، بعدما كانت حليفًا لا غنى عنه.