شمر النظام عن ساعديه لوأد كل المخططات الشريرة التي تهدف النيل من الوطن في ذكرى الثورة، فأطلق يد الاعتقالات والمداهمات، ولأنى من الشرفاء، سوف أساعد الأجهزة الأمنية لمعرفة وتتبع المُخطِطين. قرر مجموعة من الشباب، ضاقت بهم كل السبل، وسُرقت ثورتهم، وأهُدرت دماء أصدقائهم، وسُجن إخوانهم، النزول يوم 25 يناير المقبل؛ لاسترداد ثورتهم من العسكر، كما استردوها من الإخوان، ولتحقيق مطالبهم في دولة مدنية قوامها الحرية والعدالة الاجتماعية، بعد أن أُغلق المجال العام أمام غالبية النشطاء والسياسيين، وسُجن بعضهم، وهُجّر البعض الآخر، واتُهموا بالخيانة والعمالة وفساد الذمم، فاجتمعوا على توحيد كلمتهم بالنزول إلى الميدان؛ لاستنشاق نسيم الحرية، والمشاركة في تخطيط مستقبل وطنهم. وترسخ لدى بعض العلماء والمثقفين وحملة الماجستير والدكتوراه، أنه لا مناص من الحصول على حقوقهم وتقدم وطنهم، سوى بالتخلص من الفاسدين ومتملقي السلطة والجاثمين على صدور الأمة، ويعيثون فيها فسادًا. وقرر عدد من الأطباء اللجوء إلى الميدان؛ لعلاج ألمهم، وتحقيق حلمهم في حياة كريمة، ودولة تقدر المتفوقين والنابغين، واجتمعوا على حق المواطن في العلاج الآمن والآدامي، وتخليصه من براثن الفساد والإفساد. ورسم بعض المهندسين خريطة التقائهم للوصول إلى الميدان؛ بعدما قيّدهم النظام وسلبهم الأقلام لرسم حياتهم وتخطيط مستقبلهم كما يحلمون، فقرروا أن ينتفضوا. وكتب مجموعة من المحامين مذكرة دفاع عن حقوقهم التى سلبهم إياها القاضى العام «الرئيس»، وقرروا تقديمها أمام منصة ميدان التحرير يوم 25 يناير، على مرأى ومسمع من جموع المصريين. واجتمع مجموعة من المدرسين على ضرورة اقتناص حقوقهم المسلوبة، وإصلاح منظومة التعليم التي تشوهت على مدار عقود، ورسخت الأمية، وأفرزت أجيالًا لا يستطيعون كتابة أسمائهم بعد التخرج. واستقر العمال والموظفون المطحونون على النزول يوم 25 يناير؛ للتعبير عن جام غضبهم من الظلم والفساد الذي يسري في عروق مؤسسات الدولة، بعد أن شُرد بعضهم، وأُغلقت مصانع البعض الآخر، وانتقص من رواتب آخرين، وسلبت حقوق كثيرين. واتفق عدد من السائقين الكادحين على توحيد خط سيرهم، وتوجيه دفة سياراتهم نحو ميدان التحرير؛ عله يُخرجهم من البؤس وضيق الحال، ويجدون ضالتهم في لقمة عيش تسد جوع ذويهم. وقرر طلبة المدارس والجامعات أن يكون يومهم الدراسي 25 يناير في ميدان التحرير، يبحثون عن نظام تعليمي حقيقي وقوي ينهلون منه التربية والعلم الذي يدفعهم إلى مستقبل مشرق، ويتخلصون به من نظام الحشو والتلقين. وحمل الفلاحون فؤوسهم على أكتافهم، وقرروا ري ميدان التحرير بما تبقى من دمائهم، التي امتصها كبار الفاسدين؛ بعدما قدمتهم الدولة لقمة سائغة لهم، وتركتهم بلا أسمدة ولا بذور، يبيعون محصولهم في النهاية بأبخس الأثمان. وبقوة الإيمان والصبر، قرر ذوو الاحتياجات الخاصة نزول الميدان؛ لتحقيق حلمهم في العمل والمسكن والمشاركة السياسية والمجتمعية كسائر البشر، بعدما تجاهلتهم جميع الأنظمة على مدار العقود الماضية. ..والمُنتفضون كُثر. وأخيرًا، قرر عدد من الصحفيين، وأنا على رأسهم، البث الحي ليوم 25 يناير من ميدان التحرير، ناقلين ومشاركين وداعمين؛ لرسم صفحة جديدة في مستقبل وطن، فلا نامت أعين الجبناء. #راجعين_الميدان