شهد عام 2015 الذي اقترب من نهايته العديد من الأزمات والمشاكل التي واجهت الدولة، وطفت على سطح الحياة في مصر نحو 11 أزمة كبرى كان لها تأثير على الرأي العام وعلى قطاع كبير من المواطنين، وجاءت المشكلات الاقتصادية في مقدمة تلك الأزمات، وكان لها رد فعل مؤثر ظهر في ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية، بجانب بعض الأزمات المتعلقة بالأمن القومي المصري كأزمة سد النهضة، التي مازلت حتى الآن تمثل عقبة أمام الدولة وتعتبر أحد أبرز التحديات أمام النظام الحالي. سد النهضة يري الكثيرون أن أزمة سد النهضة هي الأزمة الحقيقة التي على الجميع التكاتف لمواجهتها باعتبارها تمس الأمن القومي بشكل مباشر ويتعلق بها مستقبل مصر المائي، ولكن على ما يبدو، فإن هذا المفهوم لم يصل إلى صانع القرار الذي أهدر العام الماضي في عشرات اللقاءات مع الجانب الإثيوبي والسوداني دون جدوى، وكانت المماطلة والتسويف من الجانب الآخر هو شعار المرحلة، فحتى الآن لم يتم إنجاز خطوة حقيقية على أرض الواقع في هذا الملف. مقتل 28 مصريا في ليبيا في شهر فبراير من بداية العام الحالي كان الخبر الصادم للجميع، وبعد تداول نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي خبر مقتل 28 مصريا علي يد تنظيم داعش الإرهابي، بث التنظيم بعدها بساعات فيديو يؤكد الحادث، وجاء رد فعل الدولة سريعا هذه المرة، وعلى غير توقع قامت القوات الجوية المصرية بعمل غارة جوية على أماكن ارتكاز تلك الجماعات وقتلت منهم العشرات بعد ساعات من وقوع الحادث لتشفي غليل المصريين الذين فزعوا من تلك المجزرة. أزمة الدولار الأزمة الاقتصادية في مصر هي الاختبار الدائم للحكومة، وقد شهد هذا العام تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الذي سجل سعر صرفه رسميًا نحو 7.83 جنيهات، إلى جانب تراجع احتياطي النقد الأجنبي، وخفض عدد من الدول بينها الصين قيمة عملاتها من أجل تنشيط صادراتها، وتوقعات بتحريك أمريكا لسعر الفائدة، مما أثر بشكل سلبي على أسعار معظم السلع الاستراتجية والأساسية للمواطن. انخفاض عائد قناة السويس قناة السويس هي المصدر الثاني للعملة الأجنبية بعد تحويلات المصريين في الخارج والتي تتراوح بين 18 و22 مليار جنيه، طبقا لأرقام آخر 3 سنوات، وتحقق القناة إيرادات تبلغ نحو 3 مليارات دولار، وقال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس إن القناة سجلت أعلى إيرادات لها خلال عام 2014 منذ افتتاحها للملاحة العالمية عام 1869، وبلغت 5.323 مليار دولار بزيادة قدرها 22 مليون دولار عن إيرادات عام 2013. كشف مميش أسباب تراجع إيرادات الهيئة خلال شهر أغسطس الماضي، موضحا أنه ليس له علاقة بافتتاح قناة السويس الجديدة التي افتتحت مؤخرا، وإنما تأتى ضمن تراجع حركة نمو الاقتصاد العالمي وبصفة خاصة الاقتصاد الصيني، علاوة على تراجع الاستهلاك العالمي للبترول. الموجة الحارة جاءت أزمة الموجة الحارة لتكشف عن خلل في مواجهة الأزمات، ووصلت حالات الوفاة في مصر من جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى 93 حالة خلال فترة الموجة الحارة التي تعرضت لها البلاد، وفقا لبيان وزارة الصحة. وذكرت الوزارة أنه "تم تسجيل 191 حالة مصابة بالإجهاد الحراري، خرج منهم من المستشفيات 121 لتحسن حالتهم، وتوفي 5 أشخاص أغلبهم من كبار السن، من بينهم شخص واحد في السادسة والعشرين من عمره، كان يعاني من ورم في المخ". حادث منى شهد موسم الحج الماضي حوادث أليمة بدأت بسقوط رافعة في الحرم المكي على الحجاج، مرورا باشتعال حريق بأحد فنادق مكة، وصولا إلى مقتل أكثر من 700 شخص جراء التدافع بين الحجيج في منى صبيحة عيد الأضحى، وكان للوفد المصري نصيب من تلك الحوادث، فقد توفي ما يقرب من 130 شخصا حسبما قال الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة. كان تحرك الإدارة المصرية متمثلة في رئيس بعثة الحج الرسمية، أو وزير الخارجية مؤسفا، ولم يكن على قدر الحدث الذي تسبب في موجة غضب بين المواطنين في حينه. في تصريحات صحفية، خلال زيارته للسعودية في ذلك الوقت، قال عماد الدين، وزير الصحة، إنه أمكن حصر 91 حالة وفاة من خلال بعثة الحج، بينما 27 حالة وفاة تم الحصول على بياناتها من السلطات السعودية، و8 حالات وفاة تم حصرها من خلال القنصلية المصرية بجدة، وإن عدد الوفيات بين صفوف الحجاج المصريين جراء حادث منى ارتفع إلى 126، إضافة إلى 14 مصابا. مياه الأمطار كشفت أزمة مياه الأمطار عن الأداء الحكومي المتدني والمستوى الرديء للخدمات التي تقدمها، والبنية التحتية المتهالكة، وكانت موجة الأمطار الأعنف تلك التي شهدتها مدينة الإسكندرية، وراح ضحيتها 11 مواطنا، سواء بسبب الصعق بالكهرباء، أو الموت غرقا في مياه الأمطار التي ملأت الشوارع. الرئيس السيسي في تفاعله مع الأزمة وجه بتخصيص مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لتمويل خطة عاجلة تنفذها الوزارات المعنية بالتعاون مع القوات المسلحة لرفع كفاءة شبكة الصرف الصحي والزراعي بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة، تشمل أعمال الإنشاءات وتطهير وتعميق المصارف وتزويد محطات الصرف بالطلمبات وكافة المُعدات اللازمة. حملة الماجستير والدكتوراه بدأت الأزمة بتجمع مجموعة من حملة الماجستير والدكتوراه من دفعة 2014، في وقفة احتجاجية خلال شهر مارس الماضي أمام البوابة الخلفية لمجلس الوزراء، ثم تنظيم مسيرة إلى البوابة الرئيسية لمقر الحكومة بشارع قصر العيني؛ للمطالبة بتسليمهم الوظائف التي حصلوا عليها من جهاز التنظيم والإدارة، والتقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق بمجموعة منهم ووعد بحل أزمتهم، وبعد عدة أيام اكتشف الشباب عدم اتخاذ إجراءات جادة لحل مشكلتهم، فعادوا مرة أخرى للتظاهر. في المرة الثانية تصدت قوات الأمن للمتظاهرين، وقبضت على العشرات منهم، وتعدت بالضرب على آخرين، وتصاعدت الأزمة حتى تدخلت الرئاسة، ولكن دون جدوى. الطائرة الروسية سقوط طائرة الركاب الروسية بمنطقة سيناء كان بمثابة الضربة القاصمة للسياحة المصرية، مسببة أزمة هي الأكبر والأطول على مدار السنوات الماضية. وأعلنت الحكومة المصرية عن تحطم طائرة ركاب روسية من طراز إيرباص 321 في أجواء سيناء كانت تقل 217 راكبا بينهم 17 طفلا، إضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 7 أفراد. وجاء قرار وزارة السياحة بإيقاف نشاط جميع رحلات السفاري بكافة المدن الصحراوية والسياحية في مصر، وإبلاغ شركات السياحة بذلك، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، دون توضيح أسباب ليزيد الوضع سوءا، ويرجع هذا القرار للأوضاع الأمنية التي تمر بها مصر بسبب محاربة الإرهاب، خصوصا بعد حادث السياح المكسيكيين في سبتمبر الماضي، والذي راح ضحيته 12 شخصا وجرح 10 آخرون بطريق الخطأ، في عملية ملاحقة لإرهابيين بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية، تم خلالها التعامل مع 4 سيارات دفع رباعي قبل أن يتبين أنها خاصة بفوج سياحي مكسيكي.