أثار إعلان وزارة الصحة إلغاء استيراد عقار السوفالدي المعالج لمرض فيروس سي والاعتماد علي المنتج المصري بدءا من يناير المقبل، جدلا واسعا علي الساحة الطبية. واختلف عدد من الأطباء حول فاعلية وكفاءة السوفالدي المصري مقارنة بالمستورد, فالبعضهم يري أن الدواء بالفعل له نفس فاعلية المنتج الأجنبي، في حين يري آخرون أنه مازال قيد التجربة ولا يمكن الجزم بكفاءته ومقارنته بالمستورد، وفريق ثالث يؤكد أن المنتج المصري أقل كفاءة من نظيره الأجنبي. يقول الدكتور محسن عماد، أخصائي أمراض الكبد: «إعلان وزارة الصحة وقف استيراد السوفالدي، وتزامن معه تأكيدات عدد من الأطباء أن المنتج المصري له نفس كفاءة المستورد، خطأ فادح وحكم مسبق لا يمكن التصريح به الآن», متابعا: «يجب أن ننتظر بعد إجراء تجربة فعلية للعقار أولا قبل اتخاذ قرار عدم استيراده، ففاعلية العقار ليست أمر مسلم به، ويحتاج فترة للتأكد منه وعدم ظهور أي حالات تأخر للمرضي». واتفق معه الدكتور صبحي أحمد قشطة، أستاذ الجراحة واستشاري الكبد بوزارة البحث العلمي، قائلا: «لا أعلم مدي فاعلية العقار المصري، الذي مازال قيد التجربة، ولا يمكن الجزم بفاعليته ومقارنته بالأجنبي، فيجب أن ننتظر حتي تطبيقه على حالات فعلية من المرضى، ونري أثاره ومدي فاعليته». على الجانب الآخر، يقول الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام واستشاري أمراض الكبد، إن العقار المصري له نفس فاعلية الأجنبي, مضيفا: «من واقع تسجيل التكافؤ الحيوي عبر المراكز العلمية المحايدة، يمكننا التأكد أن العقار المصري كالأجنبي، ولا يختلف عنه في أي شيء». وأوضح عز العرب أن استيراد السوفالدي ليس له أي داعٍ؛ لأن المواد العلاجية تتوافر في العقار المصري بنفس النسبة والخواص، ولا يختلف عنه في شيء، فلا داعي لقلق مرضي فيروس سي، فالأمر لا يتوقف علي كونه أكثر من بروتوكول للعلاج, مؤكدا أن المصري سوف يباع ب1600 جنيه، وقد يصل إلي 1000 جنيه فقط، مما يعني أنه أوفر بمراحل لمريض فيروس سي، مقارنة بالأجنبي. كان الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، أعلن وقف استيراد السوفالدي من الخارج والاكتفاء بالمحلي فقط، بدءا من يناير 2016, مؤكدا أنه لن يسمح بإهدار أموال الدولة لاستيراد عقار يُنتج محليا بنفس الكفاءة. ويبلغ عدد مرضي فيروس سي 15 مليون، تحتل به مصر المرتبة الأولى فى قائمة مرضى الفيروس سي على مستوى العالم العربى بنسبة تبلغ 14% من جملة المصريين، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.