تسبب ارتفاع سعر الدولار في أزمة كبيرة لصناعة الموبيليا بدمياط، لارتفاع أسعار خامات التي يتم استيرادها، حتى إن بعض الورش أغلقت، وتحول أصحابها إلى أنشطة تجارية أخرى بعد تسريح العمال. فبعد قفزة الدولار الجديدة والتي تجاوزت 8.70 قرشًا بالسوق السوداء، سارع تجار الخامات لرفع الأسعار حتى على البضاعة الموجودة بالمخازن؛ ليتجاوز سعر متر خشب الزان 4300 جنيه ومتر السويد 3200 جنيه ولوح الأبلاكاش 43 جنيهًا ومتر خشب البياض 2500 جنيه. يجرى ذلك وسط اتهام من العاملين فى مجال تصنيع الموبيليا للغرفة التجارية للمحافظة بالتخلى عن دورها فى دعم الصانع الصغير والوقوف بجانب التجار الكبار والسكوت على ممارساتهم التى أدت إلى إغلاق الكثير من الورش؛ لعدم مقدرة أصحابها على مجاراة زيادة الأسعار والسقوط فى مستنقع الديون. العربى محمد (نجار) يقول "بعد عشرين سنة صاحب ورشة قفلتها وطلعت أشتغل صنايعى، والسبب زيادة أسعار الخامات المستمرة، وما فيش أى رقابة لا على المستورد ولا على التجار. أنا كنت باصنع عشر غرف نوم فى الطريحة، وبسبب زيادة أسعار الخامات نزلت بالعدد لثمانية، وبنفس تكلفة العشرة، والمستفيد الوحيد هو التاجر اللي بيشتري الشغل من النجار ويشطبه ويبيعه ويكسب الآلاف، ويدفع تمن الغرف بالتقسيط للنجار، فيذهب معظمها فى المصاريف، وكان القرار فى النهاية إنى أقفل الورشة وأمشِّى العمال، وأنا كمان أشتغل عامل، بعد ما كنت صاحب ورشة.كل ده علشان الغرفة التجارية للأسف الشديد لا تقدم أى دعم لى كصانع صغير، ولا تقدم لى أى حماية على الإطلاق. زمان كانت الجمعية التعاونية تابعة للدولة وبتقدم كل الخامات بأسعار تتيح للصناع ربح معقول، وكان عندها معرض للصناع، ومن يوم ما قفلت، وأصبح الصانع الصغير مع التجار والمستوردين كاليتيم على موائد اللئام". على الجانب الآخر قال محمد جبر (مستورد خامات): "المشكلة الحقيقية وراء ارتفاع الأسعار هى استمرار إرتفاع الدولار، أول أمس وصل سعر الدولار إلى 8.70 جنيه، فنضطر لرفع الأسعار، ولووفرت لنا الدولة الدولار بسعر مضبوط، لن يستطيع أى مستورد أن يرفع الأسعار، ولكن ما هو المطلوب منى كمستورد وأنا أدفع زيادة فى ثمن الدولار وفرق سعره فى السوق السوداء، وأيضًا أتحمل زيادة فى ثمن النقل بسبب زيادة الوقود وزيادة فى الجمارك والضرائب؟ كل هذه عوامل لا بد وأن تؤدى فى النهاية لزيادة فى الأسعار، والدولة أولاً وأخيرًا هى المسئولة". وبحسب عاملين فى مجال الموبيليا فإن هذا العام هو الأسوأ على الإطلاق، ويبدو أنه لا يريد أن يرحل إلا بمأساة جديدة وزيادة جديدة فى الأسعار، بعد ما شهد أكثر حالات ارتفاع للأسعار، وشهد إغلاق مئات الورش وظهور البطالة لأول مرة منذ عشرات السنين بين أبناء المحافظة.