أكثر من 40 ألف ورشة ومصنع موبيليا فى محافظة دمياط بجانب آلاف الورش والمصانع التي تعمل في صناعات تكميلية مهددة بالاغلاق، رغم أن تلك الصناعة تعد الشريان الرئيسي للاقتصاد الدمياطى وتستحوذ المحافظة على أكثر من 80٪ من واردات الأخشاب وخامات الأثاث على مستوى الجمهورية. وشهدت اسعار الخامات ارتفاعاً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة وفي مقدمة تلك الخامات أخشاب الابلاكاش حيث ارتفع سعر القطعة الواحده 10 جنيهات خلال عام حيث تدرج "لوح الابلاكاش " من 28 جنيها في بداية العام الماضى ووصل الى 30 جنيها ثم قفز الى 34جنيها منذ ثلاثة أشهر ليصل الان الي 38 جنيها بزيادة 4 جنيهات للوح الواحد خلال 3 أشهر فقط . ما أسباب ارتقاع الاسعار وما اهم مطالب صناع الأثاث للحفاظ علي صناعتهم. " الحرية والعدالة " توجهت الي شعبة صناعة الأثاث بالغرفة التجارية بدمياط لمقابلة محمد الألفي رئيس الشعبة لكن فوجئت أن الرجل تم اعتقاله منذ شهر من داخل مقر عمله بسبب رفضه للانقلاب العسكري دون مراعاة لكونه رئيس شعبة صناعة الأثاث الذي يمثل صوت الصناع والمعبر عن مشاكل صناعة الاثاث ما يعد جريمة في حق صناع الأثاث بدمياط من قبل سلطات الانقلاب. كانت شعبة الأثاث بالغرفة التجارية قد عقدت عدة اتفاقات لحل مشكلة ارتفاع الاسعار وركود صناعة الأثاث مع الوزارات والهيئات المعنيه بالصناع ومع جهات دولية بهدف السماح بشراء خامات انشاء مصنع محلي لأخشاب الابلاكاش بالاضافة الي تنظيم عدة معارض لتنشيط تسويق الاثاث الا أن الانقلاب العسكري أوقف تلك المشاريع ليترك صغار الصناع فريسة لطوفان الاسعار الذي هدد صناعتهم بالبوار. فى البداية يؤكد محمد يوسف -نجار - أن التردي الاقتصادي الناتج عن الانقلاب العسكري هو السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الخامات واغلاق العديد من الورش أبوابها وقال : "3 أشهر في ظل انقلاب عسكري وحظر تجول والطرق بين المحافظات تكاد تكون مقطوعة بالاضافة الي غياب الامن وانتشار البلطجة ترتب عليها انخفاض قيمة الجنيه وبالتالي ارتفاع الاسعار وحكومة الانقلاب لاهم لها الا اعتقال المعارضين للانقلاب دون النظر لمصالح الناس ومشاكلهم". ويطالب يوسف بالافراج عن رئيس شعبة صناعة الاثاث الذي انتخبه الصناع ولم يراع الانقلابيون تمثيله لأرباب صناعة استراتيجية يعيش عليها الالاف من المواطنين ويضيف قائلاً : "عايزين صناعة ايه واقتصاد ايه اللي يبقي كويس بعد الاعتقالات دي كبير صناع الاثاث يعتقلوه من مصنعه ومفيش أي مراعاة للصناع .. الاقتصاد منهار واحنا مش عارفين نشتغل ولا نعيش " . وأكد عبد العزيز حجازى - صاحب ورشة موبيليا - أن ارتفاع أسعار الخامات لم يشمل أخشاب الابلاكاش فقط بل شمل خامات أخري ارتفعت أسعارها بطريقه مبالغ فيها وقال : "الخشب السويد الذى كان يتراوح سعره بين 2100 الى 2400 جنيه للمتر أصبح الان بين 2400 لادنى درجه منه حتى 2800 جنيه للدرجة الجيدة بزيادة 400 جنيه للمتر وقفز خشب البياض من 1800 جنيه للمتر الى 2100 جنية بزيادة 300 جنيه . وأضاف حجازي هذه الزيادة تؤثر سلبا على أصحاب الورش لان سعر الخامه يرتفع في حين يرفض التاجر - الوسيط بين المنتج والمستهلك - زيادة أسعار الأثاث حتي لا يقلل من أرباحه مؤكدا ان : " النجار هو اللى بيدفع فرق زيادة الاسعار من جيبه وفيه أصحاب ورش كتير قفلت ورشها بسبب زيادة اسعار الخامات ". ويؤكد محمد على - صاحب ورشة نجارة - أنه تضرر بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار الخامات موضحاً أن التكلفة الاجمالية لحجرة النوم التي يصنعها زادت بنسبة تتجاوز 15٪ خلال ثلاثة أشهر فقط دون أي زيادة في أسعار البيع وهو ما يهدد باغلاق ورش التصنيع بعد أن كاد هامش الربح يصل الي الصفر . ويضيف قائلاً : "كنت بشترى لوح الابلاكاش ب 30 جنيها وخلال ثلاث شهور زاد أربعة جنيهات مرة واحدة ومن شهر وصل ل 36 جنيه والنهاردة وصل 38 جنيه يعنى فى بند الابلاكاش لوحده زادت قيمة تصنيع الغرفه بما لايقل عن 400 جنيه بخلاف الزيادة فى الاصناف الاخرى من خشب زان وسويد ". وأشار محمد الدبسى - تاجر أخشاب وأبلاكاش - الي أن زيادة الاسعار يتحكم فيها المستورد الذى يبرر الزيادة بارتفاع سعر الدولار وعدم سهولة الحصول عليه وقال : "نحن ليس بأيدينا شئ الاخشاب تأتي الينا بأسعار مرتفعة من المستوردين ونضطر لبيعها بالأسعار الجديدة وكلما ارتفعت الأسعار تقل الكميات المباعة وهو ما يؤثر بشكل سلبي علي أرباحنا فاليوم النجار الذى كان يشترى ربطة ابلاكاش تحتوى على 40 قطعه يشترى 15 أو 20 قطعه وبالتالى يتأثر سوق البيع لدى التاجر وأيضا يتأثر المصنع الصغير ويقلل من انتاجه حتى يستطيع الانفاق على التصنيع" . ويوافقه الرأي أشرف مسعود - أحد تجار الخامات - ويرجع زياده اسعار الخامات الى ارتفاع سعر الدولار وبالتالى ارتفاع تكلفة الاستيراد مشيرا الى أن المحافظة والغرفة التجارية حاولت الضغط على تجار الخامات لعدم زيادة السعر الا بنسبة بسيطه ، وقال : " المشكله أن الحكومة تضع ضوابط على حركة العملة الصعبة خارج البنوك فيصعب الحصول على عملة أجنبية لاتمام عملية الاستيراد ولا توجد عملات فى البنوك. وأضاف نحن الان نعتمد على تدبير العملة من سماسرة يرفعون سعرها أزيد من اللازم وبالتالى يرتفع سعر الخامه".