كشفت منظمة "جوديشيال واتش" الحقوقية الأمريكية عن وثائق جديدة تحوي أسرارا خطيرة وفاضحة للإدارة الأمريكية التي تتشدق بمكافحة الإرهاب ومحاربة المجموعات المسلحة في سورياوالعراق، خاصة تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة، حيث كشفت المنظمة الأمريكية وثائق من أرشيف وزارتي الخارجية والدفاع تعود لمنتصف عام 2011، وسربت هذه الوثائق من مبنى القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية وتتحدث عن نشأة الجماعات الإرهابية في سوريا بدعم من دول في مجلس التعاون وتركيا. وتثبت هذه الوثائق التي أُفرج عنها بأمر قضائي أن واشنطن كانت على علم بتأسيس تنظيم صار اسمه تنظيم "داعش" واتجاهه نحو تأسيس إمارة له في شرق سوريا وغرب العراق، وتبنته ومدته بالسلاح من ليبيا وأنها لن تتمكن من أن تنكر دورها في بناء ما يسمى بالإمارة الإسلامية في شرق سوريا. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن العراقيون يعتقدون أن واشنطن تساند تنظيم داعش الإرهابي وتضر بالحرب ضده، فعلى الخطوط الأمامية للمعركة تظهر الاشتباهات العميقة في الولاياتالمتحدة، وتضيف الصحيفة أن مقاتلين عراقيين يقولون إنهم رأوا كافة الفيديوهات التي تظهر إسقاط الطائرات الهليكوبتر الأمريكية، الأسلحة للميليشيات الإرهابية، والكثير من أصدقائهم وأقاربهم شاهدوا نفس الحالات التي تدل على تواطئ الولاياتالمتحدة. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن العديد منهم يرون أن واشنطن تساعد داعش للعديد من الأسباب الخبيثة ومن بينها السيطرة على العراق والشرق الأوسط الكبير، وربما أيضا النفط العراقي. من جانبه، يقول "مصطفى السعدي" مواطن عراقي وأحد المساهمين في طرد داعش من مصفاة النفط بالقرب من بيجي شمال العراق، إن صديقه رأى الطائرات الأمريكية تسلم الأسلحة لداعش، ويرى أنه حال توقفت الولاياتالمتحدة للتنظيم الإرهابي، سيتمكنوا من هزيمة التنظيم في أيام لأنه ضعيف. وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسئولين الأمريكيين ينفون هذه الاتهامات، حيث قال الكولونيل "ستيف وارن" المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد، إن هذه الاتهامات سخيفة. وقد أكد المستشار في كتائب سيد الشهداء التابعة للحشد الشعبي العراقي "حسن عبد الهادي" أن الحشد يمتلك وثائق وأدلة تؤكد تورط واشنطن والرياض في دعم تنظيم داعش الإرهابي، وقال عبد الهادي: لدينا وثائق وأدلة على تورط الأمريكان والجانب السعودي في دعم تنظيم داعش الإرهابي حيث أن الأسلحة والذخيرة المتوسطة والثقيلة التي عثرنا عليها في المناطق المحررة من داعش لاسيما في بيجي كانت قادمة من السعودية والجانب الأمريكي وعليها أختام واضحة وبشكل دقيق. وأضاف: عمليات الجهد الهندسي للحشد الشعبي أسفرت عن العثور على العديد من قنابر الهاون والأجهزة الكيميائية وقوائم لأسماء عناصر داعش وهي أيضا تؤكد وجود علاقة بين أمريكا والسعودية ودعم التنظيم، وأوضح عبد الهادي: روسيا حينما دخلت على خط المعركة في سوريا أصبح الأمريكان في حالة نفور ومتابعة للشأن العراقي باعتباره مرتبطا بالشأن السوري وهم يحاولون قدر المستطاع فتح محاور لتنظيم داعش من أجل خلخلة الوضع وضرب العملية السياسية وإخضاع الحكومة العراقية لشروط الأمريكان.