ينتظر الجمهور عند مشاهدته لأي فيلم سينمائي كوميدي أن يكون الحوار هو البطل الأساسي للفيلم،كما تعودنا في الأفلام الكوميدية تفيض علي مشاهديها بكل ما لذ وطاب من الافيهات الجديدة الساخرة التي تتصاف في كل مشهد من الفيلم منذ البداية وحتى تتر الختام، ثم يبحث المشاهد بعدها عن الأداء الساخر الذي يقدمه الفنان صاحب العمل الفني ولعل من أبرز أسباب نجاح الفنان محمد سعد في فيلمه الأول “اللمبي” هو الحوار الغريب والذي لم يكن المشاهد معتادا أن يراه في السينما رغم تداوله فيما بينهم كل يوم، ومن ثم جاء الأداء الحركي الذي استغل فيه سعد جسده وملامح وجهه لاستكمال ارتباط الافيهات بحركة سعد،إذا فالفيلم الكوميدي عندما يخلو من الحوار الكوميدي ومن الأداء الكوميدي فلن نصنفه حينها بالفيلم الكوميدي، عندما يضحك الجمهور في العشرة دقائق الأخيرة في فيلم أحمد حلمي الجديد اكس لارج علي محاولاته المستميتة لإنقاص وزنه دون وجود حوار فلا يعني أننا أمام فيلماً كوميدياً. اكس لارج فيلم تراجيدي اجتماعي تتخلله بعض اللقطات المضحكة وليست الكوميدية، الفضل فيها لا يرجع إلي مجهود حلمي في إثبات أنه ممثل يستميت علي تطوير أدائه ويحاول في كل عمل تقديم شخصية ذات أبعاد نفسية مختلفة،فمعظم الشخصيات التي قدمها حلمي في أفلامه السابقة كانت تحمل في طياتها أبعد مما تبدو عليه وهذا الجهد الذي بذله حلمي في البحث عن شخصية مختلفة بدأ واضحاً جداً في هذا الفيلم خصوصاً حفاظه علي الإيقاع المنتظم لشخصية الرجل البدين،مستغلاً قدرات ماكيير محترف،أطبق موهبته علي تحويل حلمي إلي ملامح شديدة المصداقية لهذا النموذج الذي قليلاً ما تناولته السينما العربية في أفلامها. مجدي ذلك الشاب المفرط في البدانة يصعب عليه إيجاد حبيبه له،فدائماً تتملكه مشاعر الخجل من مظهره خصوصاً أمام النساء،لكننا في الوقت نفسه نشهد علاقته القوية بثلاثة من الفتيات وهن صديقاته الأقرب، فالعجز النفسي في التواصل مع الجنس الأخر لم يصيب الشخصية بالكامل ولم يقدم لنا الفيلم شخصية منطوية علي نفسها علي العكس،لكنه عجز جزئي سببه إحباط المجتمع له ونفور الفتيات منه بسبب وزنه،فيحاول مجدي أن يستعيد علاقته بزميلته في الدراسة أيام الطفولة من خلال شخصية”دينا” (دنيا سمير غانم)،التي هاجرت هي وأسرتها إلي دبي، في محاولة من مجدي للبحث بين ذاكرته عن أي شخصية تربطه بطفولته التي لم يكن يحمل فيها عبء شكله،وبالفعل في مشهد أقرب إلي الخيال منه إلي السينما يتواصل مجدي مع دينا عن طريق الفيس بوك، لكنه يرفض أن يبادلها صورته خوفاً أن يكون لها نفس الموقف السابق لكل من تعرف عليهن،وفجأة تقرر دينا العودة إلي مصر،مما يضع مجدي في موقف حرج يشعر فيه بالخوف خشية أن ترفضه بعد رؤيته، فيقرر تغيير اسمه وانتحال شخصية أخري يسعي من خلالها إلي التقرب من دينا التي تتجول معه سريعاً لكنها ترفض في النهاية الارتباط به، ولم ربط لنا السيناريو ولو خيط وحيد ندرك من خلاله الأسباب التي غيرت أفكار دينا إلي النقيض في المشهد الأخير حيث وافقت علي الزواج بمجدي. يحاول مجدي تجاوز صدمة وفاة خاله وهو الشخص الأقرب إليه شكلاً ومضموناً، فهو الأخر يحمل نفس الجينات الوراثية للبدانة،التي أصابت مجدي عندما يفقد مجدي خاله ودينا في الوقت نفسه يعيش حاله من الوحدة،يحاول فيها السعي وراء امتلاك إرادته وتغيير مسار حياته وينجو بنفسه وبجسده من الأمراض التي بدأت تهجم علي جسده،كما أنهت حياة خاله،ويفاجئنا السيناريو للمرة الألف بمجدي أخر مختلفاً شكلاً ومضموناً عن الشخصية الأولي في تطور سريع لمراحل تمسك مجدي بإرادته ورغبته في إنقاص وزنه ويساعده علي ذلك صديقه رجل الأعمال الذي يقوم بإنتاج مجله كارتونية لمجدي فنان الكاريكاتير، ومن البدانة المفرطة إلي النحافة الأكثر إفراطاً يفاجئنا مجدي بتحول جسده دون أن يوازن المخرج في تحوله بين الشخصيتين في مدة قصيرة مقارنة بحجمه. عندما يذكر اسم المخرج شريف عرفه إذاً فنحن علي موعد مع مشاهد الأكشن،ولكن إن لم يكن له مساراً في السيناريو فلن يكن إلا استعراضا للعضلات،وإهداراً لأموال المنتج، وهذا ما فاجئنا في مشهد انقلاب سيارة مجدي وهو يركض مسرعاً لإنقاذ خاله بعد مكالمة استغاثة منه، والأكثر إهداراً لعقل المشاهد الذي لم يستوعب خروج مجدي من سيارته المقلوبة علي يد( ولاد الحلال) ومن ثم يهم باستكمال الركض علي قدميه وهو ينزف دماً،وإن صح التعبير (ينزف صلصلة). فكرة الفيلم إن كانت مقتبسة كعادة أفلام حلمي عن فيلماً أجنبياً فقد أهدرها الحوار المتبلد عن عمد،ولم ينجح تمصيرها بالقدر الذي نجح فيه حلمي من إثبات موهبته للمرة الألف وإن لم تكن الفكرة مقتبسة، فهي لم تنمو وظلت كما هي،مجرد فكرة تبحث عن سيناريو. بطاقة الفيلم اكس لارج انتاج 2011 تأليف: أيمن بهجت قمر بطولة:أحمد حلمي – دنيا سمير غانم – إبراهيم نصر – إيمي سمير غانم إخراج: شريف عرفة انتاج: وليد صبري – شركة شادوز للدعاية والاعلان