50 كيلو مترا يمكنك قطعها من مركز ديروط إلى مدينة أسيوط بسيارتك على طريق "أسيوط – ديروط" الزراعي بجوار ترعة الإبراهيمية، ليأخذك الخيال إلى منظر طبيعي خلاب لمزيج من الأراضي الزراعية في أحضان ترعة الإبراهيمية. لكن مأساة أخرى تنسف ما سبق، ويفوح منها رائحة الدم بسبب الحوادث اليومية، فعلى جانبي الطريق يوجد بقايا لبعض السيارات المهشمة نتيجة حوادث تصادم وقمامة منتشرة تختفي معها الإشارات المرورية والإرشادات. وأوضح مصدر أمني ل"البديل" أن طريق "أسيوط – ديروط" الزراعي يشهد ما بين 30 إلى 40 حادث تصادم شهريا بمعدل 5 وفيات؛ نتيجة سوء الطريق، الذي أنشأ عليه الأهالي الكثير من المطبات غير المصرحة، تتجاوز 150 إلى 160 مطبا من مدينة ديروط حتى أسيوط، لتكون عائقا أمام السائق والمسافر. وقال محمد منصور، سائق بمركز ديروط، إن الأضرار التي تلحق بسيارته – مصدر رزقه الوحيد- تقدر ب10 آلاف جنيه سنويا، ما بين تلفيات فى الموتور والعجل؛ بسبب المطبات الزائدة والمصطنعة من قبل الأهالي وتعمل على تعطيل سير الحركة المرورية والوصول إلى مدينة أسيوط، لافتا إلى غياب الإرشادات المرورية التي تساعد على الحد من الحوادث وسوء الطريق غير المرصوف في بعض الأماكن. "ساعة ونصف من ديروط إلى أسيوط"، كلمات قالتها شيماء يوسف، طالبة بجامعة أسيوط، موضحة أن وقت المسافة زاد الضعف؛ بسبب كثرة المطبات التي أنشأها الأهالى، بعد غياب الرقابة الأمنية، وتسببت فى إعياء الكثير من الطلاب وتعرضهم لأزمات مرضية، مؤكدة أن الطريق أصبح فى غاية الخطورة بسبب كثرة الحوادث وعدم وجود إضاءة كافية لليلا، بالتزامن مع غياب الإرشادات المرورية. ومن جانبهم، أكد الأهالي المقيمين على جوانب الطريق أن المطبات التى أنشؤوها تعد الحل الوحيد للضغط على السائقين من أجل تقليل السرعة التى تسببت فى وفاة وإصابة الكثير من أطفالهم. وأوضحت يسرية إسماعيل، ربة منزل، أنها فقدت أحد أطفالها أثناء عبور الطريق؛ بسبب السرعة الزائدة من قبل السائقين، والتى أجبرت زوجها على إقامة مطب أمام منزلها، بالإضافة إلى ترددها على ترعة الإبراهيمية يوميا؛ لغسل ملابس أطفالها.