مازالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالفراعنة القدامى، إلَّا أن هذه الحضارة العريقة ظل يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. يقول أمير جمال، منسق سرقات لا تنقطع، إن هناك ألغازا كثيرة في الحضارة المصرية القديمة خصوصا السحر، وكيف كانوا يستخدم القدماء السحر ومدى قوته وتأثيره، فالجميع كان يؤمن بالسحر، سواء السحر الأسود المضر للبشرية أو السحر العادي، ومعروف أن المصري القديم استخدم السحر بجميع أنواعه ومازال الأمر يحيطه الغموض إلى الآن، لكن تم استغلال هذا الشيء المجهول في أمور تحتوى على شائعات وربما غير حقيقية. وأضاف "جمال" أن التمثال المسحور أحدث ضجة خاصة في الفترة الأخيرة؛ بسبب الشائعات التي دارت حوله، وعن خوف السائحين والمرشدين منه، معظمها مجرد شائعات ولا يوجد دليل إلى الآن، فالتمثال من الحجر البازلتي الأسود لكاهن فرعوني يجلس القرفصاء اسمه "جدحر" أي "المنقذ" أو "دجد – حور"، تغطيه بالكامل أدعية وتعاويذ سحرية مكتوبة باللغة المصرية القديمة وقد تم اكتشافه عام 1909 بمدينة "أتريب" الأثرية بمحافظة القليوبية وهو يحمل الصفات الفنية لما يعرف ب"ألواح حورس الطفل" والتي ظهرت في العصر المتأخر وكانت تستخدم لأغراض علاجية، وخصوصا العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة والرموز المحفورة بتلك الألواح رموز قصد بها مخاطبة عالم آخر وهو العالم النجمي. وتابع: كان العالم النجمى في نظر المصري القديم، متداخل مع عالمنا وليس منفصلا عنه وهو العالم الذي تذهب إليه الأرواح بعد الموت والمصدر الذي تأتى منه كل الأشياء وفيه أيضا تكمن أسباب كل الأمراض، وكان الكهنة في مصر القديمة يقومون بمعالجة المرضى عن طريق الاتصال بهذا العالم، وإذا تأملت تمثال "دجد – حور" تجد أنه يحمل كل الرموز الموجودة بألواح حورس الطفل. وأوضح منسق حركة سرقات لاتنقطع أن الكاهن يجلس ويضع أمامه لوحة نرى فيها حورس الطفل يطأ بقدميه تمساحين يتجه كل منهما عكس الآخر، فالمرض في الأصل عبارة عن خلل في توازن الإنسان وما تفعله الرموز الموجودة بألواح حورس الطفل، أنها تخاطب العالم النجمى بلغته "لغة الرمز"، وتعيد التوازن مرة أخرى إلى منظومة الطاقة لدى المريض، فهذا التوازن يساعده على الشفاء وفوق ظهر التمثال صورة ل"حكا" رمز السحر الأزلي، وهي الطاقة الأساسية أو البنية التحتية التي تشكل الأساس الذي قامت عليه منظومة الطاقة في الكون. وأشار "جمال" إلي أن كهنة مصر القديمة كانوا يعرفون كيفية التعامل مع تلك الطاقة واستخدامها في العلاج، لأنها التي تستطيع التعامل مع أسباب وجذور كل ما هو موجود في عالمنا المادي. واستطرد أن التعامل مع طاقة التمثال وما يحمله من رموز يتم باستخدام الماء، حيث يقوم الكهنة بصب الماء فوق التمثال وتركه ينساب ويتجمع فيما يشبه الحوض الصغير الذي يقع تحت أقدام حورس الطفل يترك الماء ليتفاعل مع الرموز الموجودة بالتمثال، فيتم شحن الماء بطاقة هذه الرموز القوية وبعدها يعطى الماء للمريض ليشربه أو يغتسل به، حيث تقوم الطاقة الموجودة بالماء بإحداث التوازن داخل جسم المريض وتساعده على الشفاء. واختتم: للتمثال حضور قوى جدا بخلاف قطعة فنية نادرة مع تلك الابتسامة الهادئة على وجه "دجد – حور" ابتسامة مفعمة بالطمأنينة والسكينة، وهي مشاعر إيجابية ينقلها التمثال بقوة إلى المريض ليساعده على الشفاء هكذا كان الاعتقاد.