ما زالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالقبور والكهنة والفراعنة القدامى، إلا أن هذه الحضارة العريقة ظل يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. يقول أمير جمال، منسق سرقات لا تنقطع، إن حلم المدينة الفاضلة وصف أطلقه أفلاطون عن مدينة كانت موجودة في العصور القديمة، بها كل ما يحلم به الإنسان، لكن الوصف خيالي، فلا يوجد شيء اسمه المدينة الفاضلة، فكل مدينة فيها الشر والخير وفيها الفضيلة والرذيلة، موضحا: نظر البعض إلى المدينة الفاضلة من ناحية التطور والازدهار والنظام، فوجدوا أنها "أطلانتس" إلى أن ظهرت برديات مصرية تحكى عن مدينة شبيهة بأطلانتس التي حكي عنها أفلاطون. وأضاف "جمال" أن البعض قال إن المدينة الفاضلة هي الصحراء الغربية؛ لما لها من أسرار أسفل الرمال، متابعا أن النيل قديماً كان له 7 فروع عبارة عن أشباه جزر ساحرة تحيط المنطقة من جميع النواحي، مما جعلها عنصر جذب وسحر لدى الكثير، وكانت تمثل مربعا "قنتير، وتل الضبعة، وعزبة حلمي، وعزبة رشدي الكبيرة والصغيرة"، أهمها قنتير شمال شرق فاقوس على مصرف بحر فاقوس بمحافظة الشرقية، على فرع النيل ومحاطه بمياه من جميع النواحي، مساحتها تقترب من 15 كيلو متراً، تشكل منظرا بديعا ومذهلا جعل حكام مصر يتخذون هذا المكان مدينة كبيرة لهم؛ لما فيها من أسماك ومياه تروى الأرض، فازدهرت الحياة. وتابع: الهكسوس كانوا أول من وصلوا إلى المنطقة واتخذوها عاصمة لهم وظلوا فيها طوال فترة حكمهم إلى أن جاء أحمس وطردهم ودمر المدينة التي كانت تعرف باسم "أواريس" أو "حات وعرت"، وعندما جاء رمسيس الأول عاد للمدينة كمركز لحكمه، لكن ابنه رمسيس الثاني أقام بالفعل عليها عاصمة لمصر لمدة 67 سنة، وبني فيها رمسيس الثاني قصوراً ومعابد وإسطبلات خيل وحدائق، والسبب الأساسي الذي جعل رمسيس ينقل حكمه من الصعيد إلى شرق الدلتا، الجو وخصوبة الأرض والمنظر الخلاب، لتكون مقر الحكم في شرق الدلتا لتنطلق منها الجيوش المصرية المتجهة إلى الشرق؛ نظرا لقربها قياسيا من مدينة طيبة، فكان الموقع مثاليا على أرض مصر، فتم إنشاء مدينة عظيمة بها كل ما يريد الإنسان، وساعد في هذا وجود المياه بكثرة وخصوبة الأرض، فتوافرت الخضروات والقمح، مما جعل الجميع يأتي إليها. وأوضح "جمال" أنه تم إنشاء قصور كبيرة جدا ومعابد وتقسيم ما بين قاعات الاحتفالات وقاعات رجال كبار الدولة وقاعات احتفالات لأفراد الشعب ومخازن القمح ومسابح كبيرة وغيرها الكثير، وكانت المفاجأة عندما أعلن الأثري محمد حمزة سنة 1927 عن مكان مدينة رمسيس، ظهر اليهود محاولين حتى اليوم إثبات علاقة تلك المدينة ببني إسرائيل.