تزخر مصر بالعديد من الأماكن والآثار التاريخية التي يجهل الكثير من المصريين تاريخها الحقيقي، في ظل عدم انتشار الوعي الأثري والتاريخي.. و"البديل" بدورها تبنت حملة "اعرف تاريخك"؛ لنشر الوعي لدى المواطن المصري بتاريخ بلاده من خلال آثارها، وحديثنا اليوم عن شارع رمسيس 1911م. يقول مصطفى شريف، صاحب صفحة "منشورات مصرية"، إن شارع رمسيس من أكبر وأطول شوارع القاهرة وأكثرها ازدحامًا على المستوى الشعبي والمروري، فهو شريان رئيسي يصل بين عدد هائل من الأحياء، تبدأ بميدان التحرير في قلب القاهرة، وتنتهي بالعباسية، بعد أن يخترق بولاق ومعروف ورمسيس والفجالة والسكاكيني. وأضاف "شريف" أن ميدان رمسيس الذي تقدر مساحته بأربعين ألف متر مربع كان عبارة عن قرية تسمى "أم دنين"، وهذه القرية تمركز فيها الفاتحون العرب، وأنشؤوا بها مسجدًا سُمِّىَ بمسجد "أولاد عنان"، والذي أعاد بناءه في العصر الفاطمي الحاكم بأمر الله، وسُمِّىَ بجامع "المقس" أو "المكس"، وهى الجمارك"، وتم هدم هذا المسجد من قبل الفرنسيين في الحملة الفرنسية على مصر، إلى أن تم فك مسجد أولاد عنان وبناء مسجد الفتح. أسماء شارع رمسيس: عباس الأول وأوضح شريف أنه في عهد محمد علي باشا كان ميدان رمسيس عبارة عن متنزه بأمر من محمد على، وفي عهد عباس الأول تم شق شارع رمسيس، والذي سُمِّىَ آنذاك بشارع عباس، ووصل إلى منطقة "الريدانية"، وهي العباسية حاليًّا، كما أنشئت محطة مصر بعد توقيع الخديوِ عباس لاتفاقية مع الحكومة الإنجليزية؛ لإنشاء خط للسكك الحديدية بين القاهرة والإسكندرية. شارع الملكة نازلي وأشار إلى أن الشارع ظل على اسم شارع عباس حتى عهد الملك فاروق الأول، حيث تغير إلى شارع "الملكة نازلي" والدة الملك فاروق، ولكن تم رفع اسمها من على الشارع بعد فضائحها المتعددة. شارع نهضة مصر وتابع صاحب صفحة "منشورات مصرية" قائلاً "جاءت فكرة نحت تمثال ليمثل نهضة مصر في تلك الفترة السياسية الهامة من تاريخ مصر للفنان محمود مختار في عام 1917، فبدأ خلال 1918، و1919 في نحت تمثال كبير، وعندما أكمله، عرضه في عام 1920 في معرض الفنون الجميلة السنوي في باريس، ونال إعجاب المحكمين والرواد من المهتمين بفن النحت، وذهب سعد زغلول ورفاقه من رجال حزب الوفد إلى باريس لأول مرة، وقاموا بزيارة المعرض، وشاهدوا التمثال المصري، وأعجبوا به، وكتبوا إلى مصر يشجعون على إقامته في القاهرة، ووافق مجلس الوزراء في 25 يونيو 1921، كما أسهم الشعب المصري في اكتتاب عام لإقامته، ثم أكملت الحكومة النفقات، وأزاح عنه الستار سعد باشا زغلول في 1926م. وفى 2 مايو عام 1928 أقيمت حفلة كبرى في ميدان باب الحديد "رمسيس حاليًّا"؛ لإزاحة الستار عن التمثال؛ ليسمى الشارع بعد ذلك بشارع نهضة مصر". شارع رمسيس واختتم شريف "بعد قيام ثورة 23 يوليو، تم نقل التمثال من مكانه الأول إلى ميدان جامعة القاهرة في عام 1955، ثم وُضِع تمثال رمسيس الثاني، واستقر اسم شارع رمسيس وميدان رمسيس على هذا الاسم".