أجرى الرئيس الصيني "شي جين بينغ" مؤخرا زيارة إلى الولاياتالمتحدة، هي الأولى منذ توليه السلطة، والأخيرة في ولاية الرئيس أوباما، وقد أثارت هذه الزيارة مجددا الكثير من النقاشات حول طبيعة العلاقات الصينيةالأمريكية ومستقبلها في السنوات القادمة، بين من يراها علاقة تعاون ومن يراها علاقة تنافس أو حتى صراع. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن زيارة البابا "فرانسيس" إلى واشنطن والتوترات الجديدة مع روسيا بشأن سوريا، طغت على أحداث الأسبوع الماضي، ولكن كانت زيارة الرئيس الصيني الأولى "شي جين بينغ" على رأس جدول الأعمال المزدحم للولايات المتحدة. وتضيف الصحيفة أنه بالنظر للوضع في سوريا، والمشكلات بين الولاياتالمتحدةوروسيا، ومشكلات الشرق الأوسط وأوكرانيا، وسط السياسة الخارجية الأمريكية، يتسائل المرء عند دور المحور الآسيوي بالمشكلات العالمية. وتشير الصحيفة التركية إلى أن الصين لا تزال الأكثر أهمية بالنسبة للرئيس "أوباما"، على الرغم من الحاجة الملحة والمتزايدة لأحداث الشرق الأوسط، وأوراسيا، فالعلاقات الأمريكية-الصينية في تطور كبير، مع التحديات الاقتصادية والدبلوماسية والاستراتيجية التي تواجه العالم، فالعلاقة بين واشنطنوبكين، خلال الفترة المقبلة ستكون على الأرجح تابعة لتوازن القوى العالمية. وترى الصحيفة أن زيارة الرئيس الصيني إلى واشنطن أظهرت التواصل المستمر بين البلدين، ومحاولات الاحتواء، حيث إن واشنطن ترى أن بكين تلعب دورا هاما على الصعيد الأمني لها، خاصة للنفوذ الصيني في بحر الصين الجنوبي. وترى الصحيفة أن زيارة الرئيس الصيني إلى واشنطن، الأسبوع الماضي، فرصة لتصعيد وخفض مستوى الكلامية بين البلدين، من اجل تمهيد الطريق لمشاركة متبادلة في العديد من المجالات مثل تغير المناخ والفضاء الالكتروني. وتلفت الصحيفة إلى أن واشنطن ليس لديها بديل سوى الدخول اقتصاديا مع واشنطن، حيث لا تزال بكين المستثمر الأكبر والشريك التجاري الأكثر أهمية للولايات المتحدة. على مستوى نموذج التنمية، تركت الصين منذ بدء سياسة الإصلاح والإنفتاح "الإقتصاد المخطط"، وإتبعت "إقتصاد السوق الإشتراكي"، وفي الوقت الحالي تعطي الصين مزيدا من الحرية للسوق في إدارة الإقتصاد، ويشهد القطاع الخاص إنتعاشا كبيرا، كما تنشئ العديد من مناطق التجارة الحرة، وهذا يخلق مزيدا من القواسم المشتركة مع نموذج التنمية الأمريكي. ثقافيا، لا توجد في الصين دعاية للكراهية تجاه أمريكا، على العكس هناك إعجاب كبير لدى الصينيين بالثقافة الأمريكية، كما يبدي الأمريكيون إعجابا متواصلا بسياسة الإصلاح الإنفتاح و"معجزة" التنمية الصينية، وهناك تبادل واسع النطاق بين الجامعات ومراكز الأبحاث من الجانبين، كما يعد الطلبة الصينيون في أمريكا الأكثر عددا بين الأجانب، ويعد الأمريكيون من بين الجنسيات الأكثر تعلما للغة الصينية، ويوجد أكبر عدد من معاهد كونفوشيوس الصينيةبأمريكا، كما هناك إهتمام من حكومتي البلدين بتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بشكل مستمر، ويمكن القول أن الصينوأمريكا لا يتجهان أبدا إلى "صراع الحضارات" الذي ساد علاقات أمريكا ببعض الدول الأخرى. على مستوى السياسة الدولية، رغم معارضة الصين المعلنة للسياسات الأمريكية في العديد من مناطق العالم، إلا أن ذلك لم يتسبب في خلاف أوصراع صيني أمريكي، حيث تقوم السياسة الخارجية الأمريكية على التحالف والتدخل، في حين تحرص الصين على المحافظة على الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ما قلل على نطاق واسع الإصطدامات الصينيةالأمريكية على مستوى الشؤون الدولية.