اهتمت الصحف الإثيوبية بتغطية زيارة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والوفد المرافق له إلى العاصمة أديس أبابا، حيث تعتبر هذه أول زيارة له لدولة اثيوبيا منذ تنصيبه فى عام 2012، حيث قال موقع أثيوميديا إن الاستقبال كان حافلا حيث تقدم اأانبا متياس الأول، بطريرك إثيوبيا المستقبلين، ومعه أعضاء المجمع المقدس ال55، وكذلك السفير المصري، وطاقم السفارة، والسفير الإثيوبي بمصر، وخدام المهمة الطبية من كندا، والقمص أنجيلوس سعد، إلى جانب جمع غفير من الكهنة والشمامسة، وملايين من الأحباش في ساحة كاتدرائية الثالوث القدوس. وتضمن البرنامج زيارة البابا " المتحف التذكاري ، ودير راهبات " جيسنيماني سابيتس كما أنه التقى بعدد من المسئولين الرسميين ويقام له حفل عشاء بالسفارة المصرية باديس بابا كما يزرو عدد من المتاحف والحفائر الأثرية ويشارك فى افتتاح المستشفى القبطي الكندي و- يزور البابا النصب الخاص بدير الأب تكلاهيمانت، وفى اليوم الأخير يعقد مؤتمر صحفيا ويعود للقاهرة، وتابع الموقع أن زيارة البابا تواضروس لها قيمة كبرى لدى أثيوبيا فكان لزاماً على الكنيسة الإثيوبية الاستعداد لاستقباله بعشرة من المطارنة وأعداد كبيرة من الكهنة والأراخنة الإثيوبيين ومن الأقباط المقيمين هناك. قالت صحيفة نيزرت إن المعلن لتلك الزيارة هي الاحتفال بعيد الصليب المقدس بأثيوبيا ومن المقرر أن تستمر الزيارة ستة أيام، مضيفة برغم أن الزيارة تأتي على سبيل الاحتفال الديني إلا أن تزامنها مع المفاوضات الجارية بشأن سد النهضة التي تسبب في توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا يجعلنا نتسائل هل تلك الزيارة هدفها العلاقة القديمة بين الكنيستين فقط أم لها جانب سياسي ودبلوماسي خاص بسد النهضة؟، موضحة أنه لا يمكن إنكار أن الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية كانت ذات صلة قوية بالبطريركية القبطية في الإسكندرية وتعود العلاقة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية إلى النصف الأول من القرن الرابع الميلادى حين قام بابا الاسكندرية أثناسيوس الرسولي بسيامة أول أسقف لاثيوبيا وهو الأنبا سلامة في عام 330م، ومنذ ذلك الحين جرى التقليد أن يكون رأس الكنيسة الإثيوبية هو اسقفا مصريا يرسله بابا الاسكندرية وبذلك تعتبر كنيسة الاسكندرية الكنيسة الأم لكنيسة أثيوبيا التى أصبحت جزءا من كرازة مارمرقس الرسول، واستمرت كنيسة الاسكندرية في سيامة وإرسال مطران كرسي اثيوبيا حتي عام 1959، وخلال تلك الفترة الطويلة من الزمن لعب أساقفة الأقباط دورا مهما في إثيوبيا وتنظيم الكنيسة ورعايتها وفي تشكيل تقاليد الكنيسة الاحتفالية والتعبدية. موقع ذى هيرالد قال إن مصر التي تدعي صداقة إثيوبيا كانت تزعم أن اثيوبيا جزءا من آراضيها، والآن تهادن مصر من أجل إبرام معاهدات مع أثيوبيا من أجل مصلحتها الشخصية، وتابع الموقع ينبغي أن تترك السياسة وموضوع سد النهضة للسياسيين وليس لرجال الدين، مضيفا يجب على القادة السياسيين عدم اقحام رجال الدين في السياسة التي تحتمل فن الخداع والكذب، والدبلوماسية المكوكية، وإلا فكيف للواعظ الديني بعد أن يقحم في السياسة أن يدير الصلاوات ويتضرع للاله ويسمى قديس؟ وأوضح الموقع يبدو لنا أن رحلة البابا ثيودوروس ‘من أرض المسلمين من مصر إلى أرض مسيحية في إثيوبيا، ومنبع نهر النيل، لديها ما تفعله مع البعثة الدبلوماسية بدلا من العلاقة الغرامية الكنسية، مضيفا أن الزعيمين عبد الفتاح السيسي وهايلي مريم ديسالين فشلوا في تسوية النزاع حول سد النهضة، كما أنهما يفهمان جيداً وبوضوح أن فشل المفاوضات بين البلدين من شأنه أن يؤدي إلى حرب دموية؛ ولذلك، فقد لجأت مصر إلى الأب الروحي لأثيوبيا، وإلى الناحية الدينية في تحقيق نوع من التسوية أو السلام الدائم لشعب مصر وإثيوبيا. ومما سبق من تحليلات الصحف الإثيوبية يتضح لنا أن الكنيسة المصرية لم يعد لها السيادة على الكنيسة الاثيوبية كما كان في السابق فعلياً، لاستخدامها في القوة الناعمة كما كان يحدث في الخمسينيات وقت الحكم الناصري، وذلك لأن في السابق كانت الكنيسة الاثيوبية هي الحاكم الفعلي في الدولة ولكن منذ سقوط الإمبراطور هيلاسيلاسي عام 1974 انفصلت الكنيسة في إثيوبيا عن الدولة، وبدأت حكومة إثيوبيا الجديدة – الماركسية – بتأميم الأراضي بما في ذلك أراضي الكنيسة، وفي عام 1976 م اُعتقل البطريرك ثيوفيلوس من قبل السلطات العسكرية وتم إعدامه سرا في وقت لاحق من ذلك العام، وأمرت الحكومة الكنيسة بانتخاب بطريركا جديدا لها فتم تتويج تيكلا هيمانوت على هذا المنصب،ورفضت الكنيسة القبطية فى مصر انتخاب ذلك البطريرك على اعتبار أن المجمع المقدس للكنيسة الأثيوبية لم يقر بعزل البطريرك السابق ثيوفيلوس، لآنه لم يكن يُعرف بعد للعلن بأنه تم إعدامه من قبل الحكومة فكان لايزال يُعتبر البطريرك الشرعي لإثيوبيا، وعلى إثر ذلك انقطعت وسائل الاتصال – على الصعيد الرسمي – بين الكنيستين، وحتى بعد عودة العلاقات فيما بعد لم يعد للكنيسة المصرية تلك القوة المؤثرة على الحياة السياسية ولا حتى الدينية ولم تعد مثل سابقها من حيث القوة