لم يعطهم المجتمع فرصة الخروج من عالم مغلق لم يختاروه لأنفسهم، غالباً ما تثير نظرات الآخرين شعورهم بالاستياء من التحيات المغلفة بابتسامة مصطنعة، وكلمات الشفقة التى لا يحتاجونها من مجتمع لم يترك لهم مجالاً للاعتراض، فحاولوا خلق مساحة من الحرية تنطلق فيها أصواتهم حرة غير مقيدة بتوجيهات من أحد، يتحدثون فيها بلغة لا تعرف اللعثمة ونبرات خالية من الخوف، تركوا إعلاماً لم يسمع لهم صوتاً، وخلقوا إعلامهم الخاص الذى حمل الاسم الذى انتشر بفعل مجتمع «معاق» أطلق عليهم «المعاقين» دون الالتفات لأنهم ذوو المعجزات الخاصة. «صوت المعاق» هو شعار مساحتهم الخاصة من الحرية، التى اختاروها لأنفسهم، وتركوا فيها مجالاً للحديث عن كل ما يشغلهم، فى هذه المساحة البسيطة أطلقوا مواهبهم وتعالت أصواتهم بعيداً عن ضجيج البشر، وقدموا من خلالها رسالة لهذا المجتمع أن الإعاقة ليست فى الكرسى المتحرك أو العكازين بل هى أسلوب تفكير وحياة لا يعرفه ذوو المعجزات. «شريف ياسين» هو صاحب مشروع «راديو صوت المعاق»، تحدى إعاقته وتفوق فى لغات البرمجة وجميع تطبيقات الحاسب، حتى قام منذ ثلاث سنوات ونصف تقريبا بتصميم موقع خاص للمطالبة بحقوق ذوى الإعاقة باسم "صوت المعاق، وتمنى «شريف» مشاركة الجميع له هو وأصدقاؤه القائمين على الموقع حتى يصل صوتهم للحكومة والمسئولين. أهدافهم تعريف ماهية الإعاقة وأنواعها وكيفية التعامل مع المعاق حسب إعاقته، والتعرف على أهم حقوق المعاق التى يكفلها له الدستور والقانون المصرى، وتسليط الضوء على النماذج الناجحة والمشرفة من المعاقين وتقديم تجاربهم إلى المجتمع إثباتاً لأن هناك طاقات مكنونة فى تلك الفئة تستحق إعطاء الفرصة لها وأنه يجب تغيير نظرة المجتمع إلى تلك الفئة. كما يسعوا لفتح باب تواصل دون أى قيود بين المعاقين وأهاليهم وكل من يهتم بقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة ببعضهم من جانب، وبين المجتمع ككل من جانب آخر، وتوفير صفحة خاصة لكل معاق يستطيع من خلالها التعبير عن نفسه وآرائه ورغباته واحتياجات وتصوير حياته، وذلك من خلال خدمات المدونة الإليكترونية لصوت المعاق. كما يعملون على تفعيل التعاون المشترك بين موقع صوت المعاق الإعلامى وكلاً من الجمعيات والهيئات الحقوقية والمواقع الإلكترونية والمجموعات الاجتماعية المهتمة بدعم قضايا ذوى الاحتياجات الخاصة، والعمل على إيجاد وتوفير فرص عمل داخل الموقع للأفراد المعاقين الموهوبين وذوى القدرات الخاصة، ليكون فى النهاية فريق عمل من ذوى الاحتياجات الخاصة ومن يهتم بهم وبقضاياهم. ويحلم "شريف" وأصدقاؤه بأن يكون لهم قناة مرئية (قناة صوت المعاق) تحتوى على أخبار وبرامج وأنشطة فنية مرئية خاصة بذوى الاحتياجات الخاصة، كذلك جريدة ورقية تحتوى على الأخبار والخدمات والأنشطة بهدف خدمة ذوى الاحتياجات الخاصة. ويكمل شريف : نعمل على نشر الموقع وتسويقه من خلال فريق عمل متخصص وحث الأعضاء على نشر الموقع، عن طريق كافة الوسائل الإعلامية الممكنة، مما يساعد فى إيصال رسالة الموقع إلى أكبر عدد ممكن من ذوى الاحتياجات الخاصة ومن يهتم بهم وبقضاياهم ودعوتهم للمشاركة بالموقع وتفعيل مساهماتهم فى سبيل الوصول بالموقع ليكون أكبر موقع عربى إعلامى لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة ومتحدى الإعاقة.