قال موقع أفريكان أريجمنتس إن بوكو حرام اكثر المجموعات الارهابية ضراوة قد تكون مستعدة للحوار ، قال ذلك رئيس تشاد أدريس ديبي خلال خطاب بمناسبة الذكرى ال55 لعيد الاستقلال في الشهر الماضي ، وقال إن ذلك عائد إلى تبديل زعيم الجماعة المتشدد أبو بكر شيكاو ، واستبداله بباسم محمد داود ، والذي يعتبر شخص غير معروف في هيكل قيادة الجماعة، ووفقا لديبي فإن باسم كان لديه قابلية للتفاوض مع الدول الأعضاء في لجنة حوض بحيرة تشاد . وفسر ديبي ذلك على أن داود يعتبر أحد المقربين لمحمد يوسف مؤسس بوكوحرام ، وعضوا في التسلسل الهرمي للطائفة الذين رفضوا القسم إلى تعاليم يوسف ، وبصرف النظر عن تقديم تقرير مفصل عن داود، إلا أن الواقع يبين أنه فصيل ذو فكر مختلف عن شيكاو . ولا يعتبر ديبي هو الوحيد الذي حلل تجانس المجموعة من عدمها ، بل في مؤتمر صحفي كان عنوانه كبح جماح العنف في نيجيريا ، لاحظت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات وجود ستة فصائل فكرية داخل مجموعة بوكو حرام ويعتبر أكبرها وأكثرها عنفاً المجموعة التي يرأسها شيكاو ، كل واحدة منها تعمل بشكل مستقل ضمن نطاق منطقة نفوذ كل منها. ولعل أوضح مثال على الانقسامات داخل بوكو حرام تشكيل حركة منشقة في عام 2012 والمعروفة باسم أنصار المسلمين والتي لا تزال خاضعة للخلاف ، ويعتقد أنها جماعة مسلحة تشكلت بعد صراع القيادة بين بوكو حرام تحت قيادة شيكاو وقائد القاعدة السابق في المغرب الإسلامي خالد برناوي. وعلى الرغم من أنه يبدو أن عددا كبيرا من المسلحين في جماعة انصار المسلمين تم دمجهم في بوكو حرام وسط تكهنات بأن آل برناوي وشيكاو تم الوفاق بينهما ، الا ان الانفصال مازال يعتقد انه موجود داخل المجموعة ، كما لوحظ في عام 2015 في فيديو يفصل مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الجيش النيجيري . لماذا التفاوض؟ في حين أن كل هذا يشير إلى وجود الطائفية والفرقة داخل بوكو حرام ويمكن أن يفسر أن الأدوار القيادية سواء من شيكاو أو من داود : لا يغير من الامر شئ فإذن ما فائدة أن يقوم فصيل من بوكو حرام ليتفاوض مع الحكومات الإقليمية ؟ . والاجابة الوحيدة هي أن هذا الفصيل الذي قد يقبل التفاوض مع الحكومة ربما يفكرون في مكافأة مالية أو فرصة من المفاوضات لنيل رعاية الدول وربما تشكيل جزء من الحكومة مقابل إلقاء السلاح ؟! . هذا النوع من استراتيجية المصالحة قد خفف الصراع في منطقة دلتا النيجر المتمردة مرة واحدة ، ومعارك نيجيريا وأثرى العديد من المتمردين السابقين في نفس الوقت . بدلا من ذلك ، قد تكون لدينا أيضا أن ننظر إلى القوة النسبية للحركة المعنية. التوفيق قد يكون خيارا جذابا للمجموعة الأضعف، خاصة في وجه تدعيمها من الاممالمتحدة كقوة متعددة الجنسيات لمكافحة التمرد والقضاء على بوكو حرام، على الرغم من أن مستويات العنف لبوكو حرام لا تزال مرتفعة نسبيا في نيجيريا، من المهم أن نلاحظ أيضاً عمليات مكافحة التمرد التي أطلقت بالاشتراك بين جيوش تشادونيجيريا وطردت طائفة من المناطق في ولايات بورنو ويوبي واداماوا، بالإضافة إلى ذلك، شبكات إمدادات لوجستية هامة تم تفكيكها على نحو مماثل . وعلى الرغم من مواقفهم القتالية، يجوز للحكومات الإقليمية عرض التفاوض مع حركة بوكو حرام كاستراتيجية بارزة في مجال مكافحة الإرهاب ، عن طريق الدخول في حوار تصالحي مع المنشقين ، يمكن للحكومات الإقليمية تضعف فعالية المجموعة في حين كسب أفكارا قيمة إلى الأعمال الداخلية للطائفة. وعلاوة على ذلك، فإنه أيضا تزويد الحكومات الإقليمية مع فرصة لتطوير "النهج اللين" في معالجة الدموية التي يسودها التمرد في افريقيا. على الرغم من أن ظلت الحكومة المنتخبة حديثا في نيجيريا خجولة تجاه استعدادها للدخول في مفاوضات مع مقاتلي بوكو حرام، الا ان الرئيس بخاري لا يقلل من احتمال حدوث المفاوضات خاصة بعد تغير القيادة في بوكو حرام .