وافق مجلس الوزراء، خلال اجتماعة الأسبوع الماضي، على تنفيذ مشروع خط القطار المكهرب، الذي يربط في مرحلته الأولى بين مدينة السلام بشرق القاهرة والعاشر من رمضان، مروراً بالعاصمة الإدارية الجديدة، بنظام التمويل والتنفيذ عن طريق اتحاد الشركات الصينية (CREEC/AVIC)، مع الموافقة على اتخاذ إجراءات التفاوض الفني والمالي مع الجانب الصيني؛ للوصول لأفضل الشروط الفنية والتجارية، وكذا أعمال الصيانة لمدة 10 سنوات. وأغفل مجلس الوزراء العديد من البلاغات التى ترفض تنفيذ القطار المكهرب، وآخرها بلاغ في 27 أغسطس "نيابة العبور" يحمل رقم 17955\27 /8 لعام 2015، تقدم به محمد خليل، أحدالإداريين السابقين بوزارة النقل، متهمًا المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، بالتربح من الشركة الصينية "أفيك". وأوضح البلاغ أن مشروع القطار المكهرب يتضمن العديد من أوجه الفساد والغش، خاصة أنه سينفذ بالحديد الذى أنشئت به المرحلة الرابعة للخط الثالث للمترو، وظهر بهالعديد من التشققات والعيوب. يقول المهندس هيثم عاكف، أستاذ النقل بجامعة القاهرة، إن تنفيذ القطار المكهرب في الوقت الحالي سيكلف الدولة ملايين الجنيهات، كما أنه مخصص للعاصمة الإدراية، أي زيادة رفاهية للمواطنين، في ظل إغفال تطوير القطارات المتهالكة، خاصة في الصعيد. وأضاف "عاكف" أن وزارة النقل تتخذ إجراءات إنشاء قطارات وخطوط جديدة للمترو، دون الالتفات إلى تطوير المتواجد حاليًّا، ما يعد كارثة، متابعًا: "إصلاح المنظومة المتواجدة حاليًّا أفضل كثيرًا من إنشاء منظومة جديدة مطعون على مدى صحتها". وأوضح أستاذ النقل بجامعة القاهرة أن تنفيذ مشروع القطار المكهرب بحديد غير مصري ومشكوك في صحته قد يفاقم من الحوادث، وهو ما يعد كارثيًّاعلى حياة المواطنين. على الجانب الآخر، قال المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، إن المشروع يحتوي أيضاً على خط سكك حديدية؛ للربط بين مدينتي الروبيكي وبلبيس، مروراً بمدينة العاشر من رمضان، ويخدم مناطق مدن السلام والعبور والشروق والمستقبل وبدر والروبيكي والعاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة. وتابع "ضاحى" أن المرحلة الأولى من خط القطار المكهرب تبلغ حوالي 67.846 كم، ما بين سطحي وعلوي ونفقي، ويبلغ عدد المحطات 12، ويصل عدد القطارات إلى 22، يتكون كل قطار من 6 عربات بطول 120 م، وتصل سرعة القطار إلى 120 كم/ساعة، ليصل زمن الرحلة إلى 57 دقيقة. وأشار الوزير إلى أنه من المقرر بلوغ عدد الرحلات اليومية للقطار المكهرب 162 رحلة، وسعة القطار 1482 راكبًا، ومدة تشغيله تبلغ 18 ساعة كل يوم، وزمن التقاطر 4 دقائق في أوقات الذروة، يتزايد كلما بعدنا عن ساعات الذروة حتى يصل إلى 15 دقيقة. كانت الاتفاقية الإطارية للمشروع قد وقعت أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال شهر ديمسبر 2014 لجمهورية الصين الشعبية، وذلك بين وزارة النقل المصرية ممثلة في الهيئة القومية للأنفاق، وشركة (AVIC/CREEC) الصينية، بغرض تنفيذ وتمويل المشروع من الحكومة الصينية ممثلة في بنك التصدير والاستيراد الصيني، بحدود تمويل 1.5 مليار دولار. كما عقد اجتماع على هامش مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد بشرم الشيخ في مارس الماضي، بين وزير النقل ووزير التجارة الصيني، وتم الاتفاق على تدبير التمويل للمشروع من الحكومة الصينية، وكذا انتهاء الجانب الصيني من دراسات الجدوى الاقتصادية والدراسات البيئية.