مع دخول العدوان السعودي على اليمن شهره الخامس، يتواصل نزيف حمام الدم في اليمن على يد التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في ظل تعنت قيادات الرياض عن الاعتراف بالتورط في المستنقع اليمني دون تحقيق أي أهداف أو مكاسب باستثناء زيادة المعاناة اليمنية وتدمير البنى التحتية ودخول اليمن دائرة الدول العربية المدمرة. كثف طيران التحالف قصفه على قاعدة العند الجوية العسكرية اليمنية، حيث يخوض الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وقوات الرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" مدعومة بالتحالف الذي تقوده السعودية من جهة أخرى معارك ضارية في هذه منطقة لحج، في محاولة منه لانتزاع السيطرة على القاعدة العسكرية الاستراتيجية، لكن المصادر اليمنية في لحج تؤكد أن الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنا من صد هجوم شنه الموالون ل"منصور هادي" من عدة جبهات في محيط قاعدة العند. الأهمية الاستراتيجية لقاعدة العند العسكرية تجعلها محور الاشتباكات والمعارك هذه الفترة، حيث أنها تعتبر القاعدة الأهم في الجنوب وأكبر موقع عسكري واستراتيجي هناك، تقع في مينة لحج وتبلغ مساحتها 12 كيلومتراً وتعتبر مفتاح السيطرة على محافظاتجنوب اليمن، وهي تقع على بعد ما يقارب ال20 كيلومترًا من شمال مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، كما تقع شمالي عدن بنحو 60 كيلومترًا. كانت قاعدة العند مركز مراقبة متطورًا للاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة، وكان يتمركز في القاعدة لواءان عسكريان هما "اللواء 90 طيران" و"اللواء 39 طيران"، ووصفت القاعدة بأنها أسطورية لقوتها وشدة تحصينها. في 17 مايو عام 1994، وخلال الحرب الأهلية اليمنية، خاضت القوات الشمالية والجنوبية معارك عنيفة للسيطرة على القاعدة، وتبادلًا القصف المدفعي المكثف، وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 التي ضربت الولاياتالمتحدة، تحولت القاعدة إلى مركز رئيسي للقوات الأمريكية لجمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة الإرهاب في جنوب البلاد، وكانت واشنطن تستخدم هذه القاعدة أيضًا لشن هجمات لطائراتها من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وكانت تضم نحو مائة جندي بينهم عناصر من القوات الخاصة، كما وسعت واشنطن المبنى الذي توجد فيه بالقاعدة وأنشأت محطة للتزوّد بالوقود بأنواعه، إضافة إلى إنشاء محطة خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية على مدار الساعة لتزويد موقعها بالكهرباء. في سبتمبر عام 2014 حينما سيطرت جماعة "أنصار الله" على مدينة صنعاء وشمال البلاد وتمددوا في الجنوب حتى وصلوا إلى أبواب عدن، أجلت واشنطن قواتها من القاعدة العسكرية وبررت ذلك بتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، قبل سيطرة جماعة "أنصار الله" على القاعدة في 25 مارس الماضي. وبعد انطلاق العملية العسكرية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، شكلت قاعدة "العند" هدف استراتيجي للعدوان السعودي نظريًا إلى أهميتها الاستراتيجية، وبالفعل نفذت طائرات التحالف أول غارات على القاعدة في 26 مارس الماضي، في محاولة للسيطرة على القاعدة.