ساهم الرئيس الراحل أنور السادات فى نشأة الجماعة الإسلامية وعودة الإخوان وتكوين التيار السلفى منتصف سبعينيات القرن الماضى؛ فى محاولة منه لإنهاء الوجود الناصرى فى الشارع المصرى، وإحداث حالة من التوازن مع باقى التيارات، ولم يكن يعلم وقتها أن عنف هذه الجماعات المتشددة سيجر البلد إلى ويلات العنف والتطرف. يقول وليد البرش، أحد مؤسسي جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية: "يجب إدراك أن هذه الحركات لا تنجح بجهدها ولا بثقلها الذاتى، إنما من الخارج، بإعطاء المخابرات التى تدعمها السند اللازم لها والقوة والتمويل لضمان نجاحها والتاريخ خير شاهد على ذلك". وأضاف "البرش": "نشأت الجماعة الإسلامية في أوساط الطلاب بالجامعات المصرية منتصف سبعينيات القرن الماضي بدعم من الرئيس السادات، الذى أراد إنهاء الوجود الناصري في الشارع المصري، فدعم التيارات الإسلامية، وبالفعل نشأت الجماعة الإسلامية في جامعات مصر". ويوضح "البرش" أن نشأة الجماعة الإسلامية وعودة الإخوان ونشأة التيارالسلفى، كانوا بدعم من الرئيس الراحل أنور السادات، بالاستناد إلى قول صلاح هاشم، عضو مجلس شورى الجماعة، فى حوار له "موضوع دعم النظام لنا لا يمكن أن ننكره، الفكرة أن السادات كان له أعداء ناصريون، ويسار، وشيوعيون، ونصارى، وكان وقتها في حيرة، فأشار عليه البعض أن يُفسح المجال للحركات الإسلامية لكي يصنع حالة توازن مع باقي التيارات، وكان محمد عثمان إسماعيل – رحمه الله- محافظ أسيوط، كان يدعمنا ماديا في المعسكرات والزي الإسلامي من صندوق المحافظة". ويستطرد أحد مؤسسي جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، أن الإخوان استطاعوا أن يضموا إلى صفوفهم قيادات كثيرة من الطلاب، أمثال أبو الفتوح والعريان والجزار ومحيى وأبو العلا وغيرهم، متابعا: "انفصلت قيادات طلابية عن الجماعة الإسلامية لما رأوا من استخدامها العنف في التعامل مع الطلاب؛ لإجبارهم على الخضوع لنظامها، وبقى بالجماعة الإسلامية في الجامعة، العناصر الطلابية النشطة في الصعيد". وأردف "البرش": "لم يكن للجماعة علماء تستند إليها فى طريقة تحصيل أفكارها، أما الدكتور عمر، فكان واجهة ورمز لخداع البسطاء وتحويلهم إلى مغيبين، فكانت مشكلة الجماعة مع العلم، أنهم مجرد نقلة لفتاوى القرون الماضية دون ملاحظة تغيير الواقع، وافتقد غالبيتهم الملكة الاجتهادية، وبالمعنى النبوى كانوا رؤوس جهلاء ضلوا وأضلوا". واختتم "البرش": "أهم الأفكار التى ميزت فكر الجماعة، عدم الانتماء للوطن من فكر حسن البنا، وجاهلية المجتمع المصرى من سيد قطب، والحاكمية وكفر الحكام فى مصر من أبى الأعلى المودوى، وجوب قتال الشرطة والجيش تحت مسمى الطائفة الممتنعة من ابن تيمية، وتكوين مجموعات لفرض فكرهم على المجتمع تحت دعوى الحسبة من فكرهم ونتيجة لأصولهم الصعيدية".