مرت 9 سنوات على صدمة كبيرة ومفاجئة أحدثتها المقاومة اللبنانية أدهشت العدو الصهيوني، بل أخرجت بوارجه من دائرة الحرب وحرمتها من الاستمرار في ميدان المعركة، حيث تم استهداف البارجة الصهيونية "ساعر 5″ على يد المقاومة في لبنان، وهو ما اأقد العدو الصهيوني توازنه وظلت وسائل إعلامه تحكي وتحلل الواقعة في محاولة منها لمعرفة كيف تتمكن المقاومة اللبنانية من تدمير بارجة بهذا الحجم في ساعات قليلة. خلال حرب تموز وبالتحديد في 14 يوليو عام 2006، ومع غروب اليوم الثاني للحرب كانت للبوارج الحربية الصهيونية دور كبير في تدمير البنية التحتية اللبنانية ودك منازل المدنيين واستهداف المطارات والموانيء، حيث ضربت هذه البوارج طوقاً بحرياً على الشواطئ اللبنانية واستهدفت مبنى الأمانة العامة لحزب الله، ومنزل الأمين العام في حارة حريك. بعد أقل من نصف ساعة من استهداف منزل الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله"، خرج في رسالة صوتية ليعلن عن بدء المفاجآت التي كان قد وعد بها العدو الصهيوني، ودعا الأمين العام إلى مشاهدة البارجة الحربية الإسرائيلية التي اعتدت على البنية التحتية والمدنيين في بيروت والضاحية وهي تحترق وتغرق، حيث قال "نصر الله"، "المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن، الآن في عرض البحر في مقابل بيروت، البارجه الحربيه العسكريه الإسرائيليه التي اعتدت على بنيتنا التحتيه وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين، انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الإسرائيليين الصهاينة". وفي هذه اللحظة كانت صواريخ المقاومة اللبنانية قد دمرت بالفعل البارجة "حانيت" أو "ساعر5″ التي كانت تُعد مفخرة سلاح البحرية الصهيوني بعد أن أصابتها بشكل مباشر، وشوهدت البارجة والنيران تندلع منها وإشارات استغاثة ضوئية تصدر عنها، واعترف العدو بفقدان أربعة جنود، فيما تساقطت صواريخ المقاومة بالعشرات على المستوطنات الصهيونية من عكا غربًا إلى صفد شرقًا، واعترفت إسرائيل" بمقتل مستوطنين وجرح خمسين آخرين، وطلبت قيادة العدو من المستوطنين البقاء في الملاجئ، ومن سكان مدينة حيفا وجوارها اتخاذ الاحتياطات اللازمة. أصيبت "ساعر5″ بأضرار كبيرة بلغت كلفتها بحسب المصادر الخبيرة 40 مليون دولار، أي ثلث ثمنها وخرجت من الخدمة لأكثر من عام، وقالت وسائل إعلام الاحتلال حينها أن أربع جنود فقط هم حصيلة القتلى في البارجة، فيما سربت وسائل اعلام اسرائيلية أخرى أن الحصيلة هي 24 جنديًا وليس 4 كما ادعى العدو. ختم "نصر الله" كلمته برسالة وجهها للإسرائيليين حيث قال إن "الحرب ستكون مفتوحة كما أردتموها، وستصل إلى ما بعد حيفا، الذي سيدفع الثمن ليس وحدنا"، وتوجه إلى الحكام العرب بالقول "نعم نحن مغامرون منذ العام 1982، يوم قلتم عنا مجانين وثبت أننا عقلاء، تلك المغامرة لم تجلب إلى الشعب سوى الكرامة والنصر". كانت للبارجه "ساعر5″ المرابطة أمام العاصمه بيروت حصة كبيرة في قصف صواريخ التوماهوك، التي دكت المطارات والموانيء والجسور، حيث عاشت لبنان أيام صعبة بعد فرض حصار بحري وجوي وقصف البارجة لمدرجات مطار بيروت الدولي وأيضًا شبه حصار بري بعد ضرب الجسور. حاول الاحتلال الصهيوني كعادته انكار هزيمته وضرب البارجة أو غرقها، وقال إن الخسائر بسيطة وأن البارجة لم تغرق، إلا أنه عاد واعترف سريعًا بهزيمته بعدما أصبح صور البارجة المحترقة على مرأى من العالم في وسائل الإعلام، وهو ما دفع الاحتلال الصهيوني إلى سحب السلاح البحري من المعركه في بيروت، ومن ثم سحبها من الجنوب بعد ضرب بارجه أخرى، فلم تعد البوارج بعد هذه الضربات تتحرك قبالة شواطئ لبنان ولا حتى شواطئ فلسطين طوال الحرب، ليخرج السلاح البحري بذلك من دائرة الحرب. اعترف الكيان الصهيوني بفشل تقنياته في الكشف عن المجموعة المنفذة للعملية اثناء تموضعهم أو اثناء انسحابهم، رغم امتلاك جيش الاحتلال للتطور التقني الهائل وطائرات الاستطلاع والأقمار الاصطناعية، هذا فضلاً عن عدم اعتراض الصاروخين الذين تم إطلاقهم بإتجاه "ساعر5″. اعتبرت حادثة تدمير البارجة من أبرز الإخفاقات الإسرائيلية في حرب تموز 2006، وهو ما استدعى إجراء تحقيق خلص إلى وجود خلل في المنظومة العسكرية والاستخباراتية وفشل انضباطي أدى إلى تعطيل إحدى قطع منظومة الإنذار الموجودة على متن السفينة، والخلل يتمثل في أن ضابط الإلكترونيك لم يبلّغ قائد السفينة عن الخلل، وبقيت سفينة حانيت مكشوفة أمام التهديدات من دون تشغيل أنظمتها الدفاعية.