عبرت البارجة الصهيونية "إيلات" قناة السويس صباح أمس الثلاثاء، بعد أربعين سنة من تدميرها ضمن قافلة الجنوب القادمة من ميناء حيفا بفلسطين المحتلة، في طريقها إلى البحر الأحمر، وهي المرة الأولى في تاريخ البارجة التي سبق أن تمَّ تدميرها بشكل شبه كلي على يد القوات البحرية المصرية في عام 1968م أثناء حرب الاستنزاف. ووفق مصادر بهيئة قناة السويس؛ فإن ناقلة الجند والمدرعات الصهيونية "إيلات" عبرت قناة السويس برفقة البارجة "ساتيل" الحربية الصهيونية، والتي سبق أن أصيبت بأحد صواريخ حزب الله في حرب لبنان الأخيرة، وغواصة من نوع دولفين؛ يشك في حملها رءوسًا نوويةً صهيونيةً، وأفادت مصادر صحفية أن جملة ما دفعته القطع البحرية الصهيونية التي عبرت قناة السويس خلال الأيام الماضية وصل إلى 150 مليون دولار.
ونفت مصادر أخرى أن تكون البارجة "ساتيل" هي من رافقت "إيلات" والغواصة دولفين، أثناء عبورهما قناة السويس، وأن البارجة "حانيت" هي من رافقت "إيلات"، ومن المعروف أن البارجة "حانيت" كانت قد عبرت قناة السويس ثلاث مرات قبل ذلك.
ومن جهتها نشرت سائل الإعلام الصهيونية تقارير تفيد بمشاركة تلك القطع بمناورة في البحر الأحمر، وأن هدف هذه المناورات إحباط تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، ومحاربة القراصنة في الصومال.
ونشرت القناة الأولى في التليفزيون الصهيوني تقريرًا على موقعها على الإنترنت لمراسلها الحربي يوآف ليمور، قال فيه: إن البحرية "الإسرائيلية" قامت بمناورة، أو مهمة عسكرية في البحر الأحمر، بمشاركة الغواصة والبارجة الحربية "ساتيل" وبارجة ثالثة صغيرة حاملة للصواريخ؛ يُشك أنها "حانيت".
وأضاف المراسل أن المهمة تمت بالتنسيق مع السلطات المصرية، ولم ينفِ أو يؤكد في الوقت ذاته إن كان الهدف من تلك المناورات هو استهداف إيران.
وأوضح المراسل أن عبور غواصات "دولفين" التي يشك في حملها لرءوس نووية صهيونية قد غطت على خبر عبور البوارج الصهيونية، على الرغم من أن عبورهما كان علنيًّا.
يُذكر أن اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر والكيان الصهيوني تسمح في بندها الخامس بعبور وتأمين البوارج الصهيونية عبر قناة السويس وموانئ مصر الأمر الذي يثير مشاعر المصريين تجاه العدو الصهيوني الذي مازال ينتهك كرامة الإنسان العربي ويحتل أراضيه. قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن عبور السفن الحربية الإسرائيلية لقناة السويس في الفترة الأخيرة يتم بموجب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وأنه أمر روتيني.
وتعليقا على عبور السفن الصهيونية لقناة السويس قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن "عبور السفن الحربية (الإسرائيلية) لقناة السويس في الفترة الأخيرة يتم بموجب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وأنه أمر روتيني".
وأضاف الوزير على هامش اجتماع وزراء الخارجية الذي يعد لقمة دول عدم الانحياز التي ستبدأ أعمالها اليوم الأربعاء إلى أن مصر لديها اتفاقية سلام مع إسرائيل تسمح للسفن الإسرائيلية وللدول الأعضاء بالأمم المتحدة أن تمر سفنهم بالقناة.
وذكر أن عبور القطع البحرية الإسرائيلية من شمال سيناء باتجاه جنوب القناة يأتي ضمن المعاهدة الموقعة مع إسرائيل عام 1982. وأضاف أن عبور هذه القطع البحرية روتيني.
وقال الوزير المصري هذه لا تعد المرة الأولى التي تمر فيها سفن إسرائيلية بقناة السويس منذ توقيع معاهدة السلام حتى الآن، رافضا في الوقت ذاته اعتبار مرور سفن إسرائيلية في وقت ينعقد فيه مؤتمر حركة عدم الانحياز بشرم الشيخ رسالة موجهة من إسرائيل للمؤتمر، وقال "لا أرغب في أن أحلل أو أدقق في موضوع لست على اطلاع كامل بشأنه".
وأفادت مصادر ملاحية في السويس بأن هذه القطع الحربية التي رافق عبورها أربعة عسكريين أميركيين تنقل مشاة وعربات مدرعة وكذلك حاملة للصواريخ. كما عبرت القناة حاملة طائرات بريطانية يرافقها ثلاث قطع حربية وقطعتان أميركيتان قادمة من البحر الأحمر بعد إنهاء مهام لها بالخليج.