تسأله.. برأيك ياعم سيد ما الفارق بين شاعر وآخر؟، ينظر إلى الأمام لبرهة وكأنه تفاجأ بالسؤال ويفكر فيه، ليجيبك بصرامة يخفف منها حنو صوته.. هايكون إيه اللي بيفرق شاعر عن شاعر، غير الفرسنة والذاكرة والفهم! هكذا يرسم العم سيد الضوي، شاعر السيرة الهلالية، وحارسها، بن الضوي الكبير، مثلثًا تاريخيًا حادًا، قادم من الماضي، إلى الحاضر والمستقبل، أضلاع لا يمسك بها إلا من "شرب السيرة" وصال وجال أيامًا وليال ينشدها، في مناسبات دينية ووطنية، عامة وخاصة، ومع الشباب الذين يحرصون على أية ورشة يحاضر فيها الضوي عن السيرة وأبطالها، طريقة إنشادها وتنويعاتها، ودون مناسبة، حيث يتذكر، فلابد من تنشيط الذاكرة التي حفظت عن ظهر قلب ملايين الأبيات التي وصلتنا من السيرة الهلالية، عبر شاعر واحد، أو آلالاف الشعراء الذين اختصرهم التاريخ في اسم «ابن عروس». يذكر أن سيد الضوي، رافق الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، في مشوار ثري، وقدما معًا بمصاحبة فرقة الأول، العديد من تسجيلات السيرة، للإذاعة، والعديد من الحلقات التليفزيونية أيضًا. اليوم هو الأخير من ثلاثة أيام يستضيف فيهم صندوق التنمية الثقافية «الضوي»، لينشد ما تيسر من دواويين السيرة الأربعة، ببيت السحيمي، حيث الأجواء التاريخية لمصر الإسلامية، تلتحم ورائحة الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم، في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء.