حياة بائسة تنتظر من رغبوا العيش داخل أوطانهم، وأخرى مجهولة تواجه من قرروا الهجرة، ليس رغبة منهم في ترك عائلاتهم وأسرهم، وإنما اضطرتهم ظروف المعيشة الصعبة لذلك، ولم يبالوا بخطر الموت، رغم إدراكهم أن التذكرة قد تكون واحدة «ذهاب بلا عودة». توقعت منظمة العمل الدولية ممثلة في مديرها، احتياج السوق الأوروبية ل40 مليون مهاجر من مصر مع حلول 2050، نتيجة عدم وجود فرص عمل كافية، فى ظل بحث الشباب عن فرص عمل فى الدول الغربية، كما أن مدير المنظمة أعلن عن تنفيذ برامج تدريب للعمال من خلال مكتب المنظمة بالقاهرة، لرفع كفاءتهم ليواكبوا متطلبات سوق العمل فى الدول الأوروبية، وأن المنظمة ستخلق فرص العمل والتدريب للمهاجرين المصريين لرفع كفاءتهم. تقول عزة سليمان، المحامية الحقوقية، إن الهجرة إلى الخارج سوف تستمر فى ظل غياب فرص العمل للمواطن، لافتة إلى أن التحول الديمقراطي في الدول يكون له أثر واضح على الحالة الاقتصادية، ويسبب ركودا فى حالة العمل، وتقلص فرص عمل للشباب، ما يضطرهم إلى التفكير في الهجرة، وقبول أعمال فقيرة ورواتب متدنية بالخارج، بسبب ضعف مهاراتهم وتعليمهم، ومؤكدة أن أغلب المهاجرين يعلمون خطورة ذلك، إلا أنهم يرون فى الهجرة الحل الوحيد لتوفير متطالبات المعيشة لمن يعولونهم، واصفة واقع العمل بمصر بأنه "مصيبة". وأضافت "سليمان" أن المصريين الذين قتلوا على شواطيء إيطاليا، وقال عنهم المفتي وقتها "إنهم طماعين"، كان عليه توجيه السؤال للدولة عن سبب تفضيل هؤلاء للموت عى العيش في حالة الفقر، موضحة أن 90% ممن يقدمون على الهجرة يعلمون أنهم ذاهبون لمستقبل غامض، ومن الممكن أن يواجهوا الموت، لكنهم يعلمون أن فى بلدهم موت أو خارجه موت. وتابعت: أغلب المهاجرين المصريين بالأردن، لا يتم تجديد تصريحاتهم، إلا لمن يعملون بقطاع النظافة فقط، متساءلة عن دور وزارة الخارجية في ذلك، وحمايتهم من المخاطر؟، مؤكدة أن المواطن لو شعر باحترام آدميته في وطنه، ورأى أن هناك جهود مبذولة لتحسين الصحة والعمل، سوف يرضى بذلك ويساعد الدولة على إنجاز تلك التحسينات. من جانبه، أرجع الدكتور مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، أسباب الهجرة لاعتبارات عدة، من بينها ظروف المواطن الاقتصادية، وارتفاع الكثافة السكانية، وضيق البقعة الزراعية بعد زيادة أعمال البناء عليها، مشيرا إلى أن ما يقرب من 12 مليون مواطن مصري هاجروا إلى الدول العربية باحثين عن العمل. وأوضح "الشريف" أن مصر أصبحت دولة طاردة للسكان، بعد الدخول في منتصف القرن العشرين، وبعدها بدأ الناس يبحثون عن فرص العمل خارج الوطن حتى تزايدت اليوم، وأصبح الطالب الذي لازال يدرس يضع خطة للعمل بالخارج بعد تخرجه، بسبب قلة فرص العمل، مشيرا إلى أن التقديرات المتوقعة لهجرة المصريين من منظمة العمل الدولية مبالغ فيها.