تستضيف مصر يوم الأربعاء القادم، فاعليات مؤتمر التكتلات الإفريقية بمدينة شرم الشيخ؛ لدمج 3 تجمعات قارية "الكوميسا، الساداك، شرق إفريقيا" والتي تناقش اجتماعاتها التحضيرية اليوم، الأحد؛ هادفة رفع حجم التعاملات التجارية مع بلدان القارة السمراء، وإقامة سوق إفريقي مشترك ومخفض الرسوم الجمركية بواقع يترواح بين 65 و85% لمدة إعفاء تصل بين 5 و8 سنوات. تكمن أهمية الاتفاقية في توفير الاحتياجات المصرية من السلع والخدمات والمواد الخام، بالإضافة لفتح السوق الإفريقي علي مصراعيه لتصريف المنتجات المصرية هناك، مما يزيد من ارتفاع حجم الدعم لمصر وتواجدها في القارة السمراء، بعد عقود من الجفاء المصري الإفريقي مقابل التقارب الأمريكي، الذي أفقد الدولة المصرية الكثير، كما يعد التجمع بادرة لتنويع العلاقات المصرية مع كل دول العالم بما يحقق المنفعة للدولة ومنع اختزالها علي أمريكا وأوروبا فقط. قال الدكتور مصطفي النشرتي، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية، إن الهدف الرئيسي من مؤتمر التكتلات الإفريقية بمدينة شرم الشيخ، يتمثل في توقيع اتفاقية لإقامة منطقة تجارة حرة مع الدول الإفريقية، مؤكدا أن الخطوة تعتبر بمثابة التكامل المصري مع القارة السمراء. وأضاف "النشرتي" أن أهمية التجمع تكمن في توحيد الإجراءات الجمركية مع البلدان الإفريقية، مشددا على أن الدولة المصرية في حاجة ماسة لتدبير السلع والمحاصيل والنباتات الزيتية والشاي والبن والتبغ، بالإضافة إلى حاجة الدول الإفريقية من البلاستيك والمطاط وغيرها وتصديرها للخارج. وأوضح أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية، أن فكرة تنويع العلاقات مع كل الدول تعد خطوة جيدة، وأخيرا أدركت الحكومة أهمية ذلك، لافتا إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية تعتبر أكبر المكاسب التي لا تحققها السياسية، ومؤكدا أن التكامل مع إفريقيا يعتبر مسألة حتمية لمصر، خصوصا في تدبير جميع احتياجاتها من السلع والمواد الخام، نظرا لقربها جغرافيا وتراجع تكلفة النقل وغيرها. وطالب "النشرتي" بضرورة زيادة حجم الميزان التجاري مع إفريقيا، خصوصا أن معظم التعاملات التجارة مع أوروبا تستحوذ علي نصيب أكبر، فى مقابل 10% فقط للولايات المتحدةالأمريكية، و20% موزعة علي الدول الأسيوية والعربية والإفريقية. من جانبها، قالت الدكتورة هدي المنشاوي، الخبيرة المصرفية ومدير البحوث الفنية للمجموعة المصرية لتداول الأوراق المالية، إن التوجه لإفريقيا في الوقت الحالي يعد خطوة جيدة، مضيفة أن الانفتاح على القارة السمراء له بعد استراتيجي واقتصادي، يتمثل في تصريف المنتجات المصرية الراكدة، خصوصا أن السوق الإفريقي يمتص أي منتجات، كما أن الخطوة تدعم مصر بقوة في المنطقة على حساب الدول الاستعمارية. وأكدت "المشاوى" أن الحكومة المصرية أدركت أخيرا خطورة الاعتماد علي الولاياتالمتحدة في جميع المعاملات السياسية والاقتصادية كنوع من التحكم والهيمنة.